للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أنا سعيد بهذا اللقاء وأرحب بكم في هذه الدار نيابةً عن الإخوة أعضاء هيئة إحياء النشاط الإسلامي، وقد حضرت قبل خمس سنوات حواراً يشبه هذا الحوار في طرابلس بليبيا، ولقد كان أول ما يلاحظ على تلك الندوة أنها بعدت عن كل كلمة نابية.. بل لم يذكر نبي من قبل المسلمين غير محمد صلوات الله عليه وسلامه إلا ذكر بكلمات كلها تعظيم وتبجيل ولم يذكر من المسيحيين غير عيسى عليه السلام أي نبي إلاَّ وكانت تحف كل كلمة حوله مظاهر التبجيل والاحترام، ولقد كانت تلك الندوة بحق ندوة بحث عن الحقيقة، وإن في العالم أخطاء كثيرة وأنا لم أدرس المسيحية، ولكنني لا أنكر أن لنا أخطاء في الإسلام. إن بعض أفهام خاطئة عن الإسلام موجودة، ولكنها تصحح بمرور الزمان، فالإسلام شيء وخطأنا شيء آخر. ولا شك في أن المسيحية التي كانت أبعد عهد من الإسلام لابد أن تكون قد طرأت عليها أخطاء وهي قابلة للتصحيح، ولا نمس بحال من الأحوال جوهر ما في الدين سواء كان من جانب المسلمين أو من جانب المسيحيين.

أنا لا شك في أن كثيراً من الأشياء تلتقي فيها المسيحية مع الإسلام أو الإسلام مع المسيحية. فكلنا نوحد إلهاً واحد،.. ونحن المسلمين اشترط علينا قرآننا أننا إن كفرنا بعيسى فإن إيماننا بمحمد يكون قد اعترته الشكوك.. وعلى هذا فإني لست بمشارك في هذه الندوة.. ولكني مرحب فقط عن أهل هذه الدار وقد أعجبني ما استمعت فيها إليه ... وأنا على يقين أني سأعجب أيضاً بما سأستمع إليه من الجانبين المسيحي والإسلامي.