أتمنى أن أدير حديثي لا مع هؤلاء الأفاضل الطيبين، ولكن معكم أنتم أيها المسلمون، بماذا تردون على هذه الكلمات الطيبة التي ألقاها في وجوهكم هذا الأخ الطيب، حينما أعلمكم بهذه الحقائق المرة؟ هل فكرتم فيها؟ هل فكرتم أنكم الجناة الحقيقيون؟ هل فكرتم أنكم ستدانون بين يدي الله؟ وأنكم قصرتم في تبليغ كلمة الله؟ لِمَ لَمْ تعلنوها ولَمْ تنطقوا بها؟ غرتكم الحياة الدنيا ورفاهيتها؟ عشتم في الدَعة والهدوء والاستقرار، وآثرتم الطريق الآمن والسهل في بلادكم، في الوقت الذي كان يأتي الأجانب في آخر الدنيا يدكون حصونكم ويدقون أبوابكم دقاً عنيفاً، ويسرقون أبنائكم وفلذات أكبادكم، هل فكرتم في هذه الكلمات الطيبة التي قالها هذا الأخ الطيب الذي مزق كبدي بكلماته، أرجو أن تفكروا.. إنها لكم، لابد أن تهز مضاجعكم، حتى لا تهنأوا بعدها بمنام.. حتى لا تستقر جنوبكم على الأرض.. فلا نامت أعين الجبناء. إنما عليكم أن تحرسوا بناء محمد صلى الله عليه وسلم، وأن تحرسوا دعوة محمد صلى الله عليه وسلم، ودعوة الأنبياء جميعاً..
والأسئلة التي تفضل الأخ الكريم (جيمس) فقرأها عليكم.. رأيت أن أعيد وضع خريطة لها لتكون هذه الخريطة تؤدي بنا إلى مجموعة من الدراسات لأننا لسنا في حاجة إلى مواعظ، ولسنا في حاجة إلى خطب رنانة وعلى جيوش الخطباء أن يوفروا لعابهم، إننا في حاجة إلى دراسة علمية موضوعية هادئة وهادفة، نعرف فيها الحق والطريق المستقيم، ما هو الطريق المستقيم أو أين هو حتى نسلكه جميعاً صفاً واحداً، وليلعن الله سبحانه وتعالى من يجانب الحق أو يبتعد عن طريق الحق.