للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(٤) كذلك لا بد من قصر دلالة (الأدب الإسلامي) على معناه الحق، فإذا وجدنا لكاتب أو شاعر نتاجاً متفقاً مع روح الإسلام اعتبرناه من الأدب الإسلامي، وكل إنتاج له شذ عن ذلك الخط أعطيناه حقه من تعربف منفصلاً عن الجانب الإسلامي، وأضرب مثلاً على ذلك بالدكتور محمد إقبال فهو في الذؤابة من شعراء الإسلام، ولكنه في فلسفته بعيد عن الخط الإسلامي، لأنه أخذ بمفهومات الفلاسفة الوثنيين والصليبيين، وأثَّر بطريقته هذه على غير واحد من مفكري المسلمين في هذا الجانب، ومثله في ذلك كتَّاب قدموا للإسلام خيراً كثيراً، فهم من هذا الجانب ذوو أدب إسلامي أصيل، ولكنهم في جانب آخر من إنتاجهم خرجوا حتى على نصوص الوحي المتواترة في القرآن والحديث، فأنكروا ما هو معلوم بالضرورة، وبذلك التقوا مع المؤوِّلة على من الباطنية الذين قامت نحلهم على صرف المعاني عن وجوهها التي أجمعت عليها الأمة على توالي القرون، فأدبهم من هذه الناحية مجانب للمعنى الإسلامي ومرفوض بمقياس الإسلام.

(٥) من مهام الأديب الإسلامي مناقشة هذه الانحرافات بالحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن، حتى يستقيم أمر أهلها على الجادة، وإذا أصروا على شذوذهم كان في ذلك النقاش خير للقراء إذ يصبحون هم الشهداء عليه. ومثلُ ذلك يقال في كل محاولةٍ لتشويه الوجه الإسلامي، سواء جاءت من الخارج أو الداخل، حتى لا يصل إلى أعين القراء إلا وبإيزائها التفنيد الكفيل بتزييفها.