للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وحدث عكس ما سبق أيضاً قالوا: أرفدت فلانا وأرسنت الدابة، وأردمت الباب وأسعرهم شراً، وأشملت الريح، وأشغلت فلانا، وأشفاك الله وأصرفته عما أراد، وأعناني الشيء، وأقلينا الماء، وأقست الشيء وأكريت النهر، وأكببت فلانا على وجهه، وأنعشه الله وأنجع الدواء، وأنبذت، وأوقفت دابتي، وأهديت العروس، وصواب كله على وزن فعل لا فعل وهذا الباب أعني الخلط بين فعل وأفعل قد شاع من القرن الثالث الهجري فعالجه ابن السكيت في إصلاح المنطق [٧] ، وابن قتيبة في أدب الكاتب [٨] ، وثعلب في الفصيح.

وقد صنفت في باب (فعل وأفعل) كتب خاصة للأصمعي وأبي عبيد القاسم بن سلام وأبي إسحاق الزجاج [٩] .

أفعال ينطقها العامة بالهمزة والفصيح بدونه

وقد عقد لها ابن السكيت في كتابه إصلاح المنطق [١٠] .

تقول نعشه الله يَنْعَشَه أي رفعه الله ومنه سمى النعش نعشاً لارتفاعه ولا يقال أنعشه: وتقول: نجع فيه الدواء، وقد نجع في الدابة العلف ينجع ولا يقال قد أنجع فيه.

ويقال قد نبذت نبيذاً وقد نبذت الشيء من يدي إذا ألقيته فقال: أبو محمد أنشدني غير واحد:

كنبذك نعلا أخلقت من نعالكا

نظرت على عنوانه فنبذته

ومنه قوله تعالى: {فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ} ولا يقال أنبذت نبيذاً. وقد شغلته ولا يقال سعرهم شراً ولا يقال أسعرهم، وقد رعبته إذا أفزعته وكذلك رعبت الحوض إذا ملأته وهو مرعوب.

قال الهذلي أبو خراش:

من الفُرنّى يرعبها الجميل

نقاتل جوعهم بمكلاّت

ويقال جملت الشحم إذا أذبته وكذلك أجتملت وقال مليح بن الحكم الهذلي:

ودقة فتروى وأيما كل واد فيرعب

بذي هيدب أيما الربا تحت

أيما في معنى أما.

وقد هزلت دابتي وكذلك هزل في منطقه يهزل ويقال قد أهزل الناس إذا وقع في أموالهم الهزال.

وقد كفأت الإناء فهو مكفوء إذا قلبته.