واستقبلنا أبناء الأخ محمد في منزله، فرأينا أثر تربيته في الأولاد، فهم في غاية الأدب، وذكر أنه قد انتهى من قراءة القرآن بنتاه الكبيرتان وأحد أبنائه وأن الآخر من أبنائه في طريقه إلى إكماله، كما علمهم بعض مبادئ الإسلام والصلاة وغير ذلك مما يدخل تحت طاقته الثقافية والزمنية.
وهناك لعبة محببة إلى قلوب أولاده، وهي في الواقع ليست لعبة، بل إنها رمز تذكاري لما تهفو إليه نفوس المسلمين من كل أقطار الأرض، إنها صورة مجسمة لمبنى الحرم المكي على هيئته الجديدة التي تمت في العهد السعودي الحاضر في وسطه الكعبة وفيه بطاريات وشريط تلبية يضغط الولد على الزر فتضئ منارات الحرم وتنطلق التلبية، والأولاد حوله يكادون يطيرون إلى بيت الله الحرام الذي كثيراً ما شوقهم إليه أبوهم الذي صارحنا أنه يتمنى أن يحج هو وأسرته وأبوه وأمه.
وقدم لنا طعام الغداء الخامس من نوعه من حيث الاطمئنان إلى حله والثالث من حيث الطهي الشرقي الذي ألفناه، وكان الأول في بريطانيا في منزل الأخ محمد أشرف والثاني في منزل الأخ الدكتور محمود رشدان في إنديانا والثالث في منزل الأخ الدكتور أحمد العسال في إنديانا والرابع في منزل الأخ محمد نور السوداني في شيكاغو وهذا هو الخامس.
انضمام مظهر السيد إلينا:
وبينما كنا نتذاكر في أمور المسلمين، ويرينا الأخ محمد بعض الكتب الموجودة عنده، بعضها باللغة الإنجليزية، وبعضها باللغة الأردية، وغالبها عن مؤلفات الأستاذين المودودي والندوي، وبعضها للأستاذ محمد قطب وخليل الحامدي، جاءنا الأخ مظهر السيد مع أسرته التي جاءت لزيارة أسرة الأخ محمد وللبقاء عندها لأن الأخ مظهر أحب أن يرافقنا للاستفادة والمؤانسة، وهو مهندس إذاعي ومن الباكستان أيضاً، ويتوقد حماسا للإسلام مثل أخيه محمد والجو بالنسبة للأسرة المسلمة يعتبر خانقا ولذلك -فوجود أسرة مسلمة مع مثيلتها يجلب الأنس.