تأملْ وتبصرْ في نفسك أيها الإنسان، تجد قلبا عجيباً، تجد فيه مولداً، ومحركاً، ومنبهاً، وخزاناً، ومغذياً، إذا توقف توقفت الحياة.
لذلك سأبحث هذا الموضوع على قدر جهدي البسيط، لعلي أوصل إلى قارئي بعض المعلومات المفيدة، لأن أعماقه تحتاج إلى مجلدات، تبحث وتمحص من قبل ذوي الاختصاص. وأصنف بحث الموضوع في ثلاث نقط، كما يلي:
أولا: القلب الطبيعي أو المادي.
ثانيا: العوامل المؤثرة في القلب.
ثالثا: القلب المعنوي أو الروحي.
أولا: القلب الطبيعي:
(أ) لمحة تشريحية أو بنيوية:
يتألف القلب من أربع غرف من الأذَيْنَة اليسرى والبُطَين الأيسر. والأذينة اليُمنى والبُطين الأيمن، والغرف اليسرى، تحوي الدم الأحمر القاني، واليمنى تحوي الدم الأسود القاتم.
والقلب يتركب كذلك من طبقات:
١- غشاء خارجي يغلف القلب هو التأمور.
٢- وطبقة عضلية.
٣- وغشاء باطني، هو الشفاف الذي يغطي القلب من الباطن.
٤- وحجاب يفصل القلب الأيسر ذو الدم الأحمر القاني عن القلب الأيمن ذو الدم الأسود القاتم.
٥- وأوعية تصب في الأذينة اليسرى، وهي الأوردة الرئوية تحمل الدم الأحمر القاني المملوء بالأكسجين والمواد الغذائية.
٦- وأوعية تصب في الأذينة اليمنى وهي الوريد الأجوف العلوي والسفْلي، ويحملان الدم الأسود الممتلئ بثاني أوكسيد الفحم.
٧- وأوعية تنشأ في البطين الأيسر، وهو شريان الأبهر الذي يحمل الدم الأحمر القاني إلى كل جزء من الجسم، حتى القلب نفسه يأخذ منه بالأوعية الأكليلية، والشريان الرئوي الذي ينشأ من البطين الأيمن، ليذهب بالدم الأسود إلى الرئة فيتصفى هناك بالمبادلات الغازية.