للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ليس أغرب من (التحذير الرسمي) الملصق على كل علبة سجائر في الأسواق، والذي يقول إن (التدخين يضر بصحتك ... ننصحك بالامتناع عنه) .. بينما السم داخل العلبة، وتحت هذا التحذير مباشرة..

أقول ليس أغرب من ذلك.. إلا الطبيب الذي يلح على مريضه بالإقلاع عن عادة التدخين، ثم يرسل في وجه المريض سحابة من سيجارته، أو يمص غليونه أمامه على مهل.. وبأناقة.. إن هذين التصرفين، أو المظهرين بعيدان عن المسئولية التي يتطلبها منع السم عن المريض، أو إقناع المدخن بالإقلاع عن التدخين.. الذي أصبح محوراً للعديد من البحوث العلمية في الآونة الأخيرة وكلها تجمع على أن التدخين سبب العديد من الأمراض القاتلة، وفي مقدمتها السرطان.

أمامي نتائج دراسات عديدة، وبحوث عليمة استغرقت سنوات طويلة، في أكثر من بلد، وإلى المدخنين أسوق بعض النتائج المذهلة كما وردت في (المختار) :

* خلال ٦ ثوان يصل النيكوتين من دخان السيجارة إلى الدماغ، ومن يدخن علبة سيجارة واحدة في اليوم يتعرض كمية تتراوح بين ٥٠ و٧٠ ألف جرعة نيكوتين سنوياً.

* تحتوي علبة السجاير اليوم على أقل من ستين مللغراما من النيكوتين، وهذه الكمية كافية لو تناولها الإنسان جرعة واحدة أن تقتله.

* يسبب النيكوتين تسارعاً عنيفاً في دقات القلب، وبسببه تضيق الأوعية الدموية ويرتفع الضغط، وتندفق الأحماض الدهنية في الدم.. ثم يشعر المدخن بالارتخاء والتعب، فتخف سرعة القلب وينخفض الضغط، ويفقد العقل فطنته الحادة.

* عندما يبلغ النيكوتين الدماغ، يثير الوصلات العصبية ثم يهمدها، كما ينشط إفراز (الادرينالين) ثم يهمده، وهو ينبه الأعصاب في العضلات، ولكن سرعان ما ينتهي هذا التنبيه بنوع من الشلل، وهو إذا أعطي بكميات صغيرة يؤدي إلى الرجفة وبكميات كبيرة يؤدي إلى التشنجات.