بعد وفاة عمه الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف سنة ١٣٣٩هـ، أسند إليه عمله، وقام مقامه في الإفتاء ومشيخة علماء نجد وملحقاتها، ثم تولى رئاسة القضاء في جميع أنحاء المملكة العربية السعودية، وعند تأسيس الكليات والمعاهد العلمية باقتراحه ومشورته أسندت إليه رئاستها ثم رئاسة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة ورئاسة رابطة العالم الإسلامي وغيرها من الأعمال العظيمة التي أنيطت بسماحته والتي كان الناس يزاولها بقوة وحزم إلى نهاية أمره.
وما كان تقليد ولاة أمور المسلمين لسماحته هذه الأعمال إلاّ لكونه موضع الثقة التامة، وما كان تقلده إياها إلاّ حرصا منه على أن تسير الأمور فيها على أكمل وجه وأحسن حال.
هذا وإنّ المدة التي بين وفاة عمه الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف سنة ١٣٣٩هـ وبين وفاته رحمه الله سنة ١٣٨٩هـ خمسون سنة قضاها في الدعوة إلى الحق، والجهاد في سبيل الله، والذب عن شريعته، والعمل بجد وحزم فيما ينفع المسلمين، أجزل الله له الثواب، وأسكنه فسيح الجنان.
مؤلفاته:
ورغم كثرة هذه الأعمال التي نهض بها، والتي يشق القيام بها على الجماعة من الرجال خلف وراءه من الفتاوى ما يبلغ المجلدات الكثيرة، وقد جمع بعضها الشيخ عبد الرحمن بن قاسم وأكثرها في ملفات دار الإفتاء، ونرجو الله أن يوفق المسؤولين لنشرها ليعم الانتفاع بها، كما أنّ له نصائح توجيهية عامة وخاصة ورسائل قيمة كبيرة الفائدة قد طبع كثير منها.
صفاته رحمه الله:
وكان سماحته غفر الله له من الرجال القلائل الذين يعدون من نوادر الزمان لما منحه الله من الصفات الجمة، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.