للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأما اللحى: فهي جمع لحية بكسر اللام، وهي اسم لما نبت من الشعر على الخدين والذقن، والذقن مجتمع اللحيين، واللحى عظم الحنك وهو الذي عليه الأسنان، ولقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بتوفيرها فقال صلى الله عليه وسلم: "خالفوا المشركين ووفروا اللحى وأحفوا الشوارب" (١) ، كما أمر بإعفائها فقل صلى الله عليه وسلم: "أنهكوا الشوارب وأعفوا اللحى" (٢) . كما أمر بإيفائها فقال صلى الله عليه وسلم: "خالفوا المشركين أحفوا الشوارب وأوفوا اللحى" (٣) ، كما أمر بإرخائها فقال: "جزُّوا الشوارب وأرخوا اللحى خالفوا المجوس" (٤) ، وذكر القاضي عياض أن بعضهم قال: "وأرجوا"بالجيم بدل الخاء.. ومعنى: "وفروا" اتركوها وافرة كاملة لا تنقصوا منها شيئاً ومعنى: "واعفوا" اتركوها على حالها حتى تعظم وتكثر ولا تتعرضوا لها بشيء فهي بمعنى وفروا أو أكثروا. ولا يقصد بذلك إباحة معالجتها حتى تغزر بقرينة سياق الحديث: "احفوا الشوارب"، وكذا بقية الألفاظ الدالة على مجرد الترك، ومعنى: "أوفوا" اتركوها وافية تامة لا تنقصوا منها شيئاً ومعنى: "أرخوا" أطيلوها وأطلقوها ولا تتعرضوا لها حتى تكثر وتنمو. ومعنى: "أرجوا" أخروها واتركوها على حالها، وأصلها: "أرجئوا" فحذفت الهمزة من الفعل تخفيفاً وكل هذه الروايات تفيد معنى متقارباً، وهو تركها على حالها وافية وافرة كاملة. عدم التعرض لها بشيء.