للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وتكون جيش من المسلمين العرب يقاتل الدولة الإسلامية تحت راية "أللنبي"البريطاني وحين يدخل "أللنبي"بيت المقدس عام ١٩١٧م يقول: "الآن انتهت الحروب الصليبية ... "وما انتهت في الواقع، ولكنها كلمة تعبر عن الحقد الصليبي الذي يمتلئ به قلب ذلك الرجل، ولكن من أتباعه؟ من المقاتلون معه؟ مسلمون، عرب، يقاتلون مسلمين.

ويقول لورد "أللنبي"في مذكراته: إنه لولا المعونة الضخمة التي قدمها الجيش العربي ما استطعنا أن نتغلب على الدولة العثمانية.

يمزق العالم الإسلامي مزقاً، والعالم العربي بصفة خاصة، لتزرع فيه تلك الدولة الدخيلة وما كان في الإمكان أن تزرع وهناك إسلام في الأرض يحكمها، ما كان في الإمكان لشذاذ الآفاق أن يحتلوا الأرض المقدسة لو أن الناس كانوا يعون "لا إله إلا الله محمد رسول الله"وإن هذه الكلمة كانت تقتضيهم ألاَّ يقبلوا أن تدنس أقدام الكفار شبراً واحداً من الأرض الإسلامية، ولكن الأرض الإسلامية من المحيط إلى المحيط فيما عدا رقعاً قليلة منها أجزاء من الجزيرة العربية، وجسم الدولة التركية -أرض تركيا- ما عدا ذلك كله دخل في نطاق الاستعمار الصليبي، الذي تدخل الصهيونية تحت جناح الصليبية فيه لتعيث فساداً في الأرض ولتمكن وتهيء لقيام الدولة اليهودية.

وبعد خمسين عاماً من هذا التشتيت، من هذا التمزيق، في موعدها الذي قدره الله، والذي قال به "هرتزل".. وما كان ينطق بالغيب، ولكنه يخطط والمسلمون غافلون، يدبر، والمسلمون مشغولون بخلافاتهم بعضهم مع بعض، بأحقادهم بعضهم على بعض، بتنافسهم على لعاعات من الحياة الدنيا، ينسون بها الله وينسون بها الآخرة، ينسون بها مقتضيات "لا إله إلاَّ الله"وإن كانوا يقولون بألسنتهم صباح مساء.

ومنذ قامت تلك الدولة ماذا حدث في العالم العربي بصفة خاصة والعالم الإسلامي بصفة عامة؟