والإنسان: مخلوق من تراب {وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ... } فاطر/١١. ومن نطفة {.. مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ} عبس/١٩ ومن علقة {خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ} العلق/١٩ ومن طين {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ} الأنعام/٢ ومن نفس واحدة {.. خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ ... } النساء/١. ومن ماء دافق {خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ} الطارق/٦. ومن صلصال من حمأ مسنون {.. مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَأٍ مَسْنُونٍ} الحجر/٢٦. وجعل خليفة لله في الأرض {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً..} البقرة/٣٠ وخلقه سويا {الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ..} الانفطار/٧. وجعل له عينين ولسانا وشفتين، وهداه النجدين {أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ} البلد/ ٨-١٠. وفضَّله على سائر المخلوقات بعقله {هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ} الفجر/٥، وعلمه البيان {عَلَّمَهُ الْبَيَانَ} الرحمن/٤. وخلقه على ألوان ولغات متعددة {.. وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ..} الروم/٢٢. ويسر له أمره.. {ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ} عبس/٢٠ وسخر له ما في السموات وما في الأرض {وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مِنْهُ ... } الجاثية/١٧.
وهكذا في سائر الآيات يبين أصلها، وخصائصها، وأثارها ... كآيات الشمس، والقمر والنجوم، والظلمات، والنشر، والليل، والنهار، والرياح، والسحاب، والشجر، والجبال، والحيوان، والطير، والنبات، والزرع، والثمر..... جاء بها على هذا النحو السابق لبيان عظمة الصنع الإلهي، وروعة الخلق الرباني.... وبهذا يتأكد الإيمان بالذي خلق فسوى والذي قدر فهدى. كما سلك القرآن الكريم هذا المسلك في تقرير سائر مبادئه ومطالبه....