وتأكيداً لتفرده سبحانه وتعالى بالخلق والصنع، وتقرير لوحدانيته، فلقد نفى إيجاد أي شيء في هذا العالم عن غيره، ونفى وجود إله أو آلهة أخرى، ونفى أن يكون له شريك، وأخبر أن المتخذين من دونه آلهة لا يستطيعون ضرا ولا نفعا، وأنهم سيكفرون بمن عبدوهم يوم القيامة. إنه تعالى الواحد الأحد المنفرد بالخلق، والمحيطة علمه بجميع مخلوقاته في حركاتهم وسكناتهم، وفي شتى أمورهم وأحوالهم، يعلم أعمارهم وبيده رقابهم.. وهو وحده القادر. ومن قدرته أنه خلق البحرين العذب والملح، لا يطغى أحدهما على الآخر، ومنها يأكل الإنسان لحوم الأسماك، ويستخرج اللؤلؤ وغيره مما يتحلى به الإنسان، وفيهما تسير الجواري المنشآت في البحر كالإعلام، وسائل نقل بحرية للإنسان وغيره.. وهو وحده الذي يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل، وهو وحده مسخِّر الشمس والقصر للإنسان، كل يجرى إلى أجل مسمى عنده سبحانه وتعالى.. وهو وحده مالك الملك وهو على كل شيء قدير، أما الذين يدعون من دونه فلا يملكون لأنفسهم نفعا ولا ضرا ولا لغيرهم من باب أولى..