واسأل بها الغرْسَ مِنْ زهر ومن ثمرٍ
تُزْهَى به في الروابي الغرّ أفنانُ
أكان لولا السَّنَى والدفءُ تحملهُ
يهتز من حسنه الخلاب وجدان؟
لله في الشمس آياتٌ مبينةٌ
لا يجتليها كليلُ الطرْف كسلان
لها البروجُ قصورٌ عبر رحلتها
بها الفصولُ لأهل الأرض وديان
لكل وادٍ رداءٌ مِنْ خصائصه
فلا يُرَى الكونُ يوما وهو عريان
بينا تراه عروساً ليلَ جلْوتها
لها من الحسْن هالات وندمان
وكل ما حولها في عطرها أرج
وكل ما مسَّها بالسحر هيمان
إذا به أيِّم قد لفها شجَن
عنها تولى الصباِ فالجسْم وهنان
إصْفَرَّ منها المحيا واختفى وهَج
للحسن عشاقه عن دربه بانوا
هذا ربيعٌ على الأرجاء منتشر
ضافي الذيول. . نشيط الخطو فينان
وذا خريفٌ.. فما في الزهر باسمة
ولا على الغصن غنَّى الأذْنَ حُسّانُ
الروضُ ذاو.. وأوراقُ المنى انتثرتْ
مبعثراتٍ ومؤْتىِ اللحن جرْذان
والصيفُ فيهَ لمن شاء الهدى نذُرٌ
من اللهيبِ رماها وهو غضبان!
وفي الشتاء على الآفاق تُفْزِعنا
فوق الرءوٍس بحيراتٌ وغدران
يزمجر الرعدُ. يحْدوها لمنزلها
والكون في برْده المثلوج لهْفانُ
لعل للشمس دفئا في أشعتها
يفيضُ منه على كشحيه أردانُ!