وقد قيل: إنه اشترك في ذلك بعض المسؤولين وأنهم حرضوا الجنود بعد أن بدأت المذابح وقالوا: إلى النهاية حتى يكون ذلك درسا للقمريين. وحدثنا أحد المسلمين المالاغاشيين أنه اضطر إلى أن يسافر إلى ماجنقا في وقت الحادثة. وهو مسلم وزوجته مسلمة، فغير كل واحد منهما اسمه، وكان للرجل صديق من المالاغاشيين نصحه بأن يحمل غصنا من الأشجار ويسير به في الشارع، فلا يؤذيه أحد لأن هذا هو علامة المالاغاشيين من غير المسلمين.
وقالت زوجته: إن الكفار كانوا يفتخرون أمامها بأنهم قتلوا القمريين وأنه لم يضرهم أحد ظنا منهم أنها غير مسلمة.
وهناك حوادث فردية فظيعة منها: أنهم دخلوا بيتا لأحد المسلمين فوجدوا شيخاً يصلى فقتلوه، ثم عمدوا إلى فراش هناك فوضعوه داخله وأحرقوه.
ومنها أن أعدادا من المسلمين القمريين كانوا يتجمعون في بيت يظنونه محصنا أو صاحبه ذا قدر من المسلمين فيدخل عليهم أولئك ويقتلونهم.
وعلى أية حالة فإن الحقد الذي يكنه الكفار للمسلمين القمريين في ماجنقا الذين هم كانوا عماد الحركة الإسلامية في مدغشقر، وكان لهم نفوذ تجاري ومالي وثقافي، قد انفجر وأيده بعض المسئولين بصفة شخصية، ووصلت نار الحقد إلى حد أن أصيب بعض المساجد بالضرر ونهبت متاجر وهتكت أعراض. وعاد الآلاف من المسلمين القمريين إلى بلادهم (جزر القمر) فراراً من القتل أو الاضطهاد.