واليوم ونحنُ نشاهد فيه كل جهة في العالم آثار الصحوة الإسلامية وخيوط فجر الأمل المرتقب في عودة هذا الدين إلى تلك الربوع نشعر بثقل المسئولية الواجب أداؤها علينا في هذه البلاد التي أفاء الله عليها من فضله نعما لا تحصى أعظمها نعمة الإسلام والدعوة إليه وتحمل مسئولية إبلاغه إلى جانب النعم الكثيرة ونسأل الله من فضله أن يرزقنا شكرها على الوجه الذي يرضيه.
وإن هذه الجامعة المباركة التي أثمرت خيرا كثيرا للمسلمين في أماكن كثيرة لسوف تعطي ثمرات لا تقف عند حد بإذن الله وسنشاهدها عما قريب إن شاء الله.
إن هذه الجامعة بفضل الله ثم بفضل قادة هذه الدولة المسلمة وفي طليعتهم جلالة الملك خالد وولي عهده حفظهما الله قد تحسست آلام الأمة الإسلامية التي تعيش بين الشعوب الأخرى فجسدت شعورها بهذا الإحساس بالألم إلى أمل يؤاسى الجرح ويستجيب لنداء الملهوف والمظلوم بتخريج أفواج مؤمنة بالله حاملة مشعل الهداية إلى جانب إتقان المعارف التطبيقية والتقنية التي تخدم العلم الشرعي بل التي يصحح العلم الشرعي مسارها لتكون لصالح الإنسان؛ لأنه إنسان لا لأنه مشتر منفعة أو طالب خدمة عليه أن يقدرها ويتحقق بذلك أيضا منهج سلفنا الصالح الذي كان به العالم المفتى في قضايا الدين مرجعا للناس في قضايا الفلك والطب والرياضيات، وإنما كان الفصل بين العلوم الكونية والتطبيقية والعلوم الشرعية حين كان السلطان لغير الدين وفي عهود الاستعمار التي أعادت استعباد الإنسان لغير الله كما في العهود الجاهلية الأولى أو أشد.
أسأل الله أن يبارك للمسلمين في جامعتهم وأن يجزى قادة هذه البلاد على ما بذلوه ويبذلونه لصالح الأمة الإسلامية خير الجزاء.