٣- الاشتقاق الكُبار، وهو ما أسماه ابن جني الكبير أو الأكبر مثل ملك وتقلباتها.
٤- الاشتقاق الكبّار، بتشديد الباء، وهو المعروف عند اللغويين بالنحت كالدَمْعَزة من دام عزّك [٥١] .
وعن الاشتقاق الكُبار يقول ابن جني:
"وأما الاشتقاق الأكبر: فهو أن تأخذ أصلاً من الأصول الثلاثية فتعقد عليه وعلى تقاليبه الستة معنى واحداً، تجتمع التراكيب الستة وما يتصرف من كل واحد منها عليه، فإن تباعد شيء من ذلك عنه رد بلطف الصنعة والتأويل إليه، كما يفعل الاشتقاقيون ذلك في التركيب الواحد (مثل أصل كلم الذي يؤخذ منه كمل وملك وكلم ولمك) "[٥٢] .
ويمثل هذا اللغوي الكبير على ما يقول بمادة (جَبَر) التي تعني أصلاً القوة والشدة وما يظل قريباً من معناها هذا من تقاليبها الستة: الجبر والبرج والجراب والمجرّب.
وهذا اللون من الاشتقاق الذي شهر به ابن جني وأستاذه أبو علي الفارسي، والذي يقول أحد الباحثين إنه يدل على تطور لغوي جيد، هو الذي قلنا إن الراغب قد عرفه.
ففي مادة (فكر) في المفردات يقول:
"رجل فكّير كثير الفكرة: قال بعض الأدباء: الفكر مقلوب عن الفرك لكن يستعمل الفكر في المعاني، وهو ترك الأمور وبحثها طلبا للوصول إلى حقيقتها".
وفي مادة (وجه) يقول الراغب: "وقال بعضهم: الجاه مقلوب عن الوجه".
وفي مادة فسر يقول الراغب:
"الفَسْر والسَفْر يتقارب معناهما كتقارب لفظيهما، لكن جعل الفسر لإظهار المعنى المعقول ومنه قيل لما ينبئ عن البول تفسره وسمي بها قارورة الماء، وجعل السفر لإبراز الأعيان للأبصار. فقيل سفرت المرأة عن وجهها وأسفر الصبح".
نلاحظ في هذا النص قوله عن (الفسر والسفر يتقارب معناهما لتقارب لفظيهما) وهو ما يريده الاشتقاقيون بالاشتقاق الكبير.