وفي الساعة الثانية عشرة والنصف أعلن عن موعد إقلاع طائرة مصرية إلى القاهرة فأخذ الركاب يتزاحمون ويتدافعون ويتصايحون والأوربيون ينظرون إليهم نظر استغراب ويتعجبون من هذه الحالة السيئة ومن هذا المنظر الفوضوي. وكان أحدهم قريبا منا يقف فينظر متعجبا ثم يقعد ثم يذهب بنفسه إلى المسافرين لينظر إليهم من قريب ويسمع أصواتهم ثم يعود فيجلس فقلت للأخ الأندنوسي سل هذا الأوروبي من أين هو؟ فسأله فقال له: من إيطاليا، قلت له: هل يجيد اللغة الإنجليزية؟ فقال: لا ولكنه يتفاهم بها قليلا.
انظر إلى صفوف المسلمين في الصلاة:
قلت: فلنجعله في موقف الدفاع بعد أن نعتذر له من هذا المنظر ونبرئ منه الإسلام فقلت: أخبره بأن هذا المنظر لا يقره الإسلام وأن المسلمين الأصل فيهم الإيثار والصبر والنظام وسبب هذا هو جهل المسلمين بدينهم وبعدهم عنه فقال: لي ثلاث سنوات في المملكة العربية السعودية وقد تكرر هذا المنظر أمامي فقلت له: قل له: هل رأى المسلمين عندما يقفون في صفوف الصلاة في المسجد وراء الإمام؟ قال: نعم: قلت: هذا نظام الإسلام في المسجد وفي الحرب وفي الحج وفي كل مكان ولكن جهل المسلمين هو السبب.
دعوة إلى الإسلام:
سألناه هل يعرف شيئا عن الإسلام؟ فأجاب قليلا عن طريق بعض الكتابات الصحفية. وهل ترغب في دراسة الإسلام والدخول فيه؟ فأجاب أنا- مثل المسلمين- أعتقد أن إله الكون واحد، وإن كنت مسيحيا.
فطلبنا منه أن يدرس الإسلام وأن يدخل فيه لأن القرآن آخر ما نزل من الكتب السماوية وهو محفوظ والرسول آخر الرسل وخاتمهم والدين الإسلامي هو الدين الذي لا يرضى الله دينا سواه واتفقنا على أن نراسله ونبعث له بعض الكتب عن مبادئ الإسلام.
وكان باستمرار يشرب الدخان، فأشرنا إلى أضرار التدخين فاعترف بذلك ولكنه قال:(بروبلم) أي مشكلة- يعني تركه صعب.