ومواثيقك لا تسأل غير ما أوتيته، ويلك يا ابن آدم ما أغدرك فلا يزال يدعو حتى يقول: هل عسيت إن أعطيت أن تسأل غيره؟ فيقول: لا وعزتك لا أسأل غيرها، فيعطي ربه عهودا ومواثيق ما شاء الله فيدنيه إلى باب الجنة فإذا قام على باب الجنة انفهقت [١٣] له الجنة، فرأى ما فيها من الحبرة [١٤] والسرور, فيسكت ما شاء الله أن يسكت ثم يقول: أي رب أدخلني الجنة، فيقول: ويلك ابن آدم ما أغدرك ألم تعط عهودك ومواثيقك أن لا تسألني غير ما أعطيت؟ فيقول: أي رب لا أكون أشقى خلقك، فلا يزال يدعو الله حتى يضحك الله منه [فإذا ضحك منه][١٥] قال له: ادخل الجنة فإذا أدخله الجنة قال الله له: تمنّ، فيتمنّى حتى أن الله عز وجل ليذكّره فيقول: بكذا وكذا، فإذا انقطعت له الأماني قال الله: ذلك لك ومثله معه".
قال عطاء بن يزيد: "وأبو سعيد مع أبي هريرة يحدث هذا الحديث لا يرد عليه شيئا من حديثه حتى إذا قال: "ذلك لك (٢/٢٥٢) ومثله معه"، قال أبو سعيد: أشهد لحفظته من رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ذلك لك وعشرة أمثاله معه".
قال أبو هريرة:"وذلك آخر أهل الجنة دخولا الجنة "[١٦] .
٧- أنا أحمد أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن علي الأنصاري الحربي [١٧] نا أبو حفص عمر بن إسماعيل بن أبي غيلان الثقفي [١٨] نا عثمان بن أبي شيبة أبو الحسن [١٩] نا جعفر بن عون العمري نا هشام بن سعد، حدثني زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد قال: قلت: يا رسول الله هل نرى ربنا عز وجل يوم القيامة؟ قال:
"هل تضارون في رؤية الشمس في الظهيرة صحوا ليست بسحابة؟ " قال: قلنا: لا يا رسول الله، قال:"هل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر صحوا ليست بسحابة؟ "قلنا: لا يا رسول الله، قال:"لا تضارون في رؤيته يوم القيامة إلا كما تضارون في رؤية أحدهما"[٢٠] .