وفي مجال الهجرة اليهودية يبين إسهام الاتحاد السوفيتي في تدعيم الوجود الصهيوني بشريا حيث بلغ عدد اليهود الوافدين إلى فلسطين من روسيا خلال الأعوام ١٩٢١- ١٩٣٩ نحو ١٦٥ ألف يهودي بينهم مجموعة من الضباط وصف الضباط ويضاف إلى هذا العدد الضخم ٢٨٥ ألفا من أوروبا الشرقية.
وفي مجال التسليح العسكري يبين أن الأسلحة التي حصل عليها اليهود وحاربوا بها عام ٤٧- ٤٨ كانت من دولة أوروبا الشرقية وقد استولى عليها الشيوعيون في أعقاب الحرب الثانية, وبأمر من موسكو سمح للبعثة اليهودية أن تشحن ما يلزمها من معدات حربية على بواخر يوغسلافية ورومانية إلى ميناء حيفا، ولولا هذه الأسلحة وأسلحة ثقيلة أخرى، وطائرات زودتها بها روسيا ودول الكتلة الشرقية، لما استطاعت إسرائيل أن تثبت إقدامها بعد يوليو ١٩٤٨ م.
وفي المجال الاقتصادي: يتحدث عن علاقات روسيا وبقية دول الكتلة الشرقية بإسرائيل اقتصاديا، ويبين أن أول اتفاق وقعته إسرائيل كان مع روسيا في عهد ستالين، تلته عدة اتفاقات في عهد خروتشوف، إضافة إلى الاتفاقيات الثقافية والسياحية والملاحة التجارية.
ومازالت هذه الاتفاقيات متوالية ويعرض المؤلف مقتطفات منها تبين دعم دول هذه الكتلة الكبيرة لاقتصاد إسرائيل.
وبعد: فالكتاب وثيقة مهمة يتضمن مستندات من محاضر جلسات هيئة الأمم المتحدة وسجلاتها وبعض التقارير السرية الدولية ووثائق الاتفاقيات بين إسرائيل والدول الاشتراكية، وبعض الرسائل السرية بين رؤساء الدول الغربية، والنشرات التي أصدرها اليهود في أوروبا وأمريكا بالإضافة إلى مذكرات أقطاب الصهيونية وكتبهم أمثال وايزمن وزاندا وأراماند شنتر وجون سوريل وغيرهم. والكتاب يضيء جانبا يحرص المضللون والعملاء والشيوعيون على أن يبقى مظلما، ومن الضروري أن ينتشر ويميز الحق من الباطل وهو مناسب فكرةً وأسلوباً لجميع المستويات.