ثانيا: لو ألقينا نظرة على التحليل السابق لتبين أن أكثر الحروف استعمالا هي الهمزة والألف وذلك لسهولة النطق ويسر الكتابة فهي خط رأسي يمثل خط الهواء وهو يخرج من أقصى الحلق ... واللام وهي أكثر الحروف اللسانية استعمالا لأنها أسهل نطقا وهي حرف ايزاد عليها قوس في أسفلها واستعمالاتها في لفظ الجلالة ولفظ التعريف وبداية الأسماء كثيرة.
والنون مخرجها من نفس مخرج اللام.
ويمكن تعليل كثرة استعمالات النون والميم والياء والواو والتاء على أن كثرة هذه الحروف وتعدد مخارجها يتيح للسان والحلق وحركة الهواء والشفتين أن يؤدوا جميعا حركات منسجمة منظمة تتم بها أصوات الكلمات ومن ثم تعبر الكتابة بقدر الإمكان عن صورة هذه الأصوات.
وهناك حروف قليلة الاستعمال وقد تكون من نفس المخارج السابقة ولكنها من المواضع الأصعب كالضاد التي تخرج من موضع اللام والزاي التي تخرج من موضع السين.
والحروف المكررة كثيرة هي الأسهل في الكتابة وعكسها هو الأصعب.
والقاموس القرآني هو أحسن وأعظم وأصح قاموس لغوي يمكن أن يعتمد عليه من يتعلم القراءة والكتابة بل من يرتقي بأسلوب كتابته إلى الذروة.
لذا فإن المشروع –وإن لم يكن جديدا- يعتمد لحفظ المسلم لمعظم سور نصف الجزء الأخير وكله قصار سور، وإذا كانت عملية الحفظ متوافرة لدى المتعلم فإنه يستطيع بتكرار القراءة والكتابة لسورة من السور أن يتعلم كتابة وقراءة أكثر من حرف ... والبسملة وحدها تتكون من ١٩ حرفا.
٤ل ٣ا ٣م ٢ح ٢ر اب اس اهـ اي ١ن.
وكل حرف من هذه الحروف يتكرر في مواضعه المختلفة من الكلمة مرة أولها ومرة وسطها ومرة آخرها.