كان عدد الأسرى سبعين كعدد الذين قتلوا، وكانوا ينتسبون في الأغلب – إلى أكبر أسر المشركين - وبعد أن وزعهم الرسول صلى الله عليه وسلم على أصحابه قال لهم:"استوصوا بالأسارى خيرا"[٣] .
ولم يكن هناك نظام ثابت لمعاملة الأسرى حتى بعد غزوة بدر إلا أن الرسول – صلى الله عليه وسلم - شرع نظاما معينا للأسرى ينحصر في أمور ثلاث: ١_ الافتداء ٢_والاسترقاق. ٣_والقتل.
ولم يلجأ الرسول – صلى الله عليه وسلم - إلى القتل إلا إذا كان الأسير أحد هؤلاء الذين اشتدوا في الإيذاء له، وإيذاء أهله، وأصحابه وكان خطرا على دعوته وعلى رسالته، ومن أمثلة ذلك قصة الأسيرين: النضر بن الحارث وعقبة بن أبي معيط فقد وقعا معا في الأسر وكان الاثنان شرا مستطيرا على المسلمين أثناء وجودهم في مكة، وكانا يبحثان في أفضع الوسائل لتعذيب محمد وقومه، ولهذا ارتعد النضر عندما نظر إليه الرسول صلى الله عليه وسلم أثناء استعراضه للأسرى، وصدر ذلك في قوله لرجل إلى جانبه:"محمد والله قاتلي لقد نظر إليّ بعينين فيهما الموت"فقال له الرجل الذي بجانبه: "ما هذا والله منك إلا رعب".ودعا النضر مصعب بن عمير وقال له:"قل لصاحبك أن يجعلني كرجل من رجاله فهو قاتلي إن لم تفعل"وكان رد مصعب إنك كنت تقول في كتاب الله كذا، وفي نبيه كذا، وكنت تعذب أصحابه. وحاول المقداد أن ينقذ النضر فقال النضر أسيري فرد النبي صلى الله عليه وسلم:"اضرب عنقه"وقيل إن الذي قتله هو علي بن أبي طالب [٤] .