ويجيء أفعل بمعنى فعل كثيرا في اللغة والأصل اختلاف معنييهما وقد ألفت كتب كثيرة تحمل هذا الاسم فعلت وأفعلت، أو فعل وأفعل والكتب التي تناولت هاتين الصيغتين من الفعل الواحد حين تتفقان في المعنى أو تختلفان أو لا يرد للعرب إلا إحداهما وأول من ألف في هذه الصيغة الخاصة من الأفعال قطرب المتوفى سنة ٢٠٦ هجري والفراء المتوفى سنة ٢٠٧ هجري ثم أبو عبيدة ستة ٢١٠ هجري، والأصمعي سنة ٢١٣ هجري وأبو زيد الأنصاري سنة ٢١٥ هجري وأبو عبيدة القاسم بن سلام سنة ٢٢٤ هجري وورد في أبواب من الغريب المصنف وقد خص أبو عبيدة هاتين الصيغتين بالأبواب الأولى مما خصصه الأفعال وعالجهما حين يتفق معناهما أو يختلف، أو يختلفان في التعدي واللزوم وقد تأثر به ابن قتيبة في ذلك إلا أنه أحسن تصنيفهما وتوسع ابن السكيت أيضا وعنى بموقف العامة.
ثم عالج أبو عبيدة صيغة (أفعل) وحدها وألف فيها أيضا أبو محمد عبد الله بن محمد التوزي سنة ٢٣٣ هجري ويعقوب السكيت توفى سنة ٢٤٦ هجري وقد أفرد بابين من إصلاح لمنطق لخلط العامة بين هاتين الصيغتين [٥٧] ، وأبو حاتم سهل بن محمد السجستاني توفى سنة ٢٥٥ هجري تقريبا، وأبو العباس الأحول تلميذ ابن الأعرابي، وخصص له ابن قتيبة توفى سنة ٢٧٦ هجري أبوابا من كتاب الأبنية في أدب الكاتب، وألف فيه من أهل القرن الرابع الزجاج سنة ٣١١ هجري وابن دريد سنة ٣٢١ هجري وابن درستويه سنة ٣٤٧ هجري وأبو علي القالي سنة ٣٥٦ هجري وأبو بكر محمد بن عمر المعروف بابن القوطية سنة ٣٦٧ هجري ثم ألف فيه أبو البركات بن الأنباري سنة ٥٧٧ هجري ثم القاسم بن القاسم الواسطي سنة ٦٢٦ هجري كما ألف فيها أيضا ابن سيدة في كتابه المخصص فقد عقد أبوابا في السفر الخامس عشر وقد شغل ١٣٣ صفحة تقريبا وابن القطاع سنة ٤٥٥ هجري في كتابه الأفعال الذي عنى بفعل وأفعل في أول كل باب.