ركبنا سيارة أجرة صغيرة إلى داخل المدينة (سنغافورة) ، فرأينا إعلانا في مقدمة السيارة: ممنوع التدخين، وكنا رأينا ذلك في جميع الأماكن داخل قاعة المطار، فقلنا للسائق هل التدخين ممنوع في سنغافورة كلها، فقال: ممنوع في كل مرفق عام يشترك فيه عامة الناس، ويضطرون للاختلاط كالسيارات والقطارات والطائرات والسفن والأماكن العامة كالقاعات ونحوها.
قلت: يا ليت قومي يعلمون فيعملون، والحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها أخذها، أننا نكاد نختنق في وسائل نقلنا العامة وفي قاعات مطاراتنا وفي بعض قاعات اجتماعاتنا ومحاضراتنا، ويعود الإنسان منا إلى أهله وقد انبعثت عليهم من ثيابه رائحة الدخان حتى ليشك فيه أنه أصبح من المدمنين، وأن المؤمنين لأولى بمنع هذه المضرات التي بين ضررها المختصون فأين الجهات المسئولة وأين المتجاوبون معها؟
وكان السائق مسلما يسمى موسى بن دحلان وكان لطيفا في قيادته ومعاملته.
وصلنا إلى فندق نيجارا في داخل المدينة في الساعة الرابعة والنصف أخذنا راحتنا ثم تجولنا في بعض الأسواق، ويقتضي النظام هناك أن تقفل الدكاكين في الساعة التاسعة مساء، إلا بعض الأماكن التجارية الخاصة وبحثنا عن مطعم إسلامي فلم نجد إلا بعد مشقة مطعما يقوم بإدارته والطبخ فيه بعض مسلمي الهند، وعندما رأونا استقبلونا استقبالا حارا وقدموا لنا أيضا طعاما حارا بالفلافل فشكرناهم بألسنتنا ودموعنا التي أسالها الفلفل. ثم رجعنا إلى الفندق فنمنا، ويسود مدينة سنغافورة إضافة إلى النظافة والجمال الهدوء.