أكثر المسلمين في اليونان متمسكون بعقائدهم وعباداتهم ويتحلون بالأخلاق الإسلامية التي ورثوها عن آبائهم وأجدادهم. ويضاف إلى ذلك نسبة عالية من الجيل الجديد الذي بدأ يتنكر لعقيدته الإسلامية كما في كثير من أنحاء العالم الإسلامي، ومن الأسباب الرئيسية لتنكر هذه الفئة لدينها قلة الدعاة الذين يفهمون جوهر الإسلام ويجيدون الدعوة الصالحة إليه. أما حالة المسلمين الذين يعيشون على بعد ٨٠٠ميل من ترقيا الغربية، أعني جزيرة (رودس) فلا تشجع أبدا بل تبعث الأسى والحسرة في النفوس؛ ذلك أن هذه المجموعة المسلمة تعيش شبه منعزلة عن كل ما يمت بصلة إلى الإسلام، حيث أنهم أصبحوا منعزلين بعد إنفصال جزيرتهم عن تركية وعاشوا هملاً. وأستطيع أن أقول أنه لم يصل إليهم داعية إسلامي منذ خمسين سنة في الوقت الذي لم يظهر بينهم خلال ذلك من يتعلم أصول دينه ويدعو الناس إليه حيث أصبح أبناء الجيل الجديد لا يفقهون من أمر إسلامهم شيئاً. اللهم إلا أن يكون مسلماً في حفيظة النفوس. ومن النتائج المؤلمة لهذا الجهل بالدين أن لا تتورع الفتاة المسلمة اسماً أن تتزوج من رجل نصراني. وفي جزيرة (رودس) خمسة مساجد من بقايا عهود الدولة العثمانية تبكي على الإسلام زوال دولته من هاتيك الديار ومحظوظ المسجد من بين هذه المساجد ما أقيمت فيه صلاة الجمعة والعيدين، وهذه المساجد تركت لتنهار وحدها وكأنها لم تبن ليعمرها المصلون، ومن الملاحظ أن حالة المسلمين في تراقيا الغربية تبعث الأمل في النفوس لدى مقارنة حالهم بحالة المسلمين في جزيرة رودس؛ حيث نرى أن في مدينة كوملجنه خمسة عشر مسجداً كبيراً إلى جانب المساجد الصغيرة الموجودة في الأحياء حيث تقام الصلاة في كل مسجد من هذه المساجد بأوقاتها الخمسة كما توجد في القرى التي يقطنها المسلمون الأتراك مساجد ترتفع مآذنها دالة على دين سكانها. كما يوجد في كل ولاية من ولايات تراقيا الغربية المسلمة فقيه، يتولى أمور