للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فدلنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على القضاء على هذه الميكروبات المرضية، واستئصالها قبل أن تستفحل، وذلك بأن تضغط على الذباب حتى يقع كله في الطعام أو الشراب، وهذا معنى قوله: "فامقلوه"وسبب ذلك أن هذه الفطريات التي تفرز المواد المضادة للحيوية، والتي تقضي على الجراثيم ((غرام السالبة والموجبة)) التي يحملها هو على أرجله وخرطومه - توجد على بطن الذبابة ولا تنطلق مع سائل الخلية المستطيلة إلا بعد أن يزيد الضغط عليها فتنفجر وتندفع البذور والسائل الذي يقضي على الميكروبات المرضية - كما مرّ في الاكتشافات العلمية الحديثة.

وإذا كانت الذبابة لا ينفجر الجزء الدهني منها إنما يخرج من ثنايا الطبقات المكونة للجزء الدهني هذا السائل الذي يحمل هذه المواد المضادة للحيوية.

إن أخبار النبي صلى الله عليه وسلم عن الذباب، إنما كان من الأمور الغيبية التي لا تعرف إلا بوحي، وقد اكتشفت في هذا العصر.

والخبر إذا نقل بطريق يغلب على الظن صدقه، فإنه لا يكون من الأمور المحسوسة بالمشاهدة، فعلى العاقل التريث وعدم التسرع في الإنكار حتى لا يقع في التناقض عند بيان صدقه ومطابقته للواقع.

ولكن الذين غلب عليهم التقليد الأعمى من أصحاب النفوس المريضة لا يهمهم أن يقعوا في التناقض بقدر ما يهمهم الطعن في السنة، ولكن الله الذي تكفل بحفظ دينه يحبط ألاعيب هؤلاء ويحفظ السنة كما يحفظ القرآن.

وصلى الله وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


[١] صحيح البخاري كتاب الطب: باب إذا وقع الذباب في الإناء
[٢] كتاب بدء الخلق: باب إذا وقع الذباب في إناء أحدكم....
[٣] وكتاب الأطعمة.
[٤] تهذيب التهذيب لابن حجر.
[٥] تهذيب التهذيب لابن حجر.