وقد ينساق أولاد مدمني الخمر إلى تقليد آبائهم والتشبه بهم، لأن الوالد يسرف في إهمال أولاده ولا يعمل على تربيتهم تربية صالحة، بل لعله يشجعهم على تعاطي المسكرات، فينشأون نشأة سيئة، ويكونون تحت تأثير الوسط الذي يعيشون فيه، وبالنهاية يكون مصيرهم إلى الجهة التي تتلقفهم، ومثل هذه الأسرة سيسيطر عليها الشذوذ بالتفكير وتسودها الأخلاق السيئة، وبالتالي سيكونون تحت ضغط شهواتهم وأهوائهم.
ثانيا: تأثير المسكرات في الأخلاق:
إن المسكرات تهدم الشخص وتحطمه، فتجعله لا يشعر بالواجب الملقى على عاتقه تجاه دينه ووطنه وأسرته، فتخسره بلاده ويصبح عضواً عاطلاً لا نفع فيه ولا خير.
فالسكير لا يعرف الخير ليعمله، لأن الخمر قد أحدثت خمولا شديداً في جهازه العصبي حيث تنتقل عنده المشاغل ويذهب قلقه، ويخف توتر أعصابه، فيحصل عنده ابتهاج وقتي يزول عند زوال تأثير الخمر وعندها تبدأ آلامه ومشاغله بالظهور، فيلجأ ثانية إلى شرب الخمر للتهرب من الواقع الذي هو فيه.
وما دام هذا حاله فإنه لا يتورع من ارتكاب المعاصي والجرائم لأن السكر يمنعه من التفكير السليم ويجعله بعيداً عن نداء الروح، ولا يشعره بالعذاب الوجداني وتأنيب الضمير، كما لا يحس بالندامة على عمله ليندم، فأصبح هذا المسكر معولاً هداما للأخلاق، لأنه جعل من السكير إنسانا خطراً على المجتمع، وغالبا ما يفقد السكير ثقته بنفسه فتضيع الرابطة بينه وبين من يعول والمجتمع الذي يعيش فيه فيصبح لا يهتم بأمورهم، بل كل همه نفسه.