والحشيش يجعل من الذين يتعاطونه أشخاصاً كسالى سطحيين غير موثوق بهم، ذوي اتجاهات خشنة، وكلها صفات لم تكن معروفة عنهم قبل التعاطي، وبالإضافة إلى ذلك يظهر الإهمال واضحاً في سلوكهم كما تنحرف مشاعرهم العادية ومداركهم العقلية ومعاييرهم الأخلاقية.
وفي دراسة أخرى حول متعاطي الحشيش بين أفراد الجيش الأمريكي، وجد أن الجنود المتعاطين كانوا يتركون معسكراتهم دون اكتراث ويذهبون لتعاطي الحشيش بالرغم من علمهم أن ذلك يعرضهم للمحاكمة العسكرية، مما يدل على الإهمال وعدم المبالاة.
المخدرات والشباب والجاسوسية:
ومما يؤسف له أن كثيرا من شباب الدول النامية يترددون في أوحال المخدرات، فيتأخرون ويؤخرون تنمية بلادهم، فبدلاً من العمل على إنجاز خطط التنمية وتنفيذ برامجها الإصلاحية، نجد أنهم يتعرضون لمخاطر الجهل والجوع والمرض، ويفسدون عقولهم ويخربون نفوسهم، ويعرضون حياتهم لأشد المخاطر، وينزلقون في مهاوي الجريمة، وبدلاً من الانخراط في العمل الإيجابي البناء، نجدهم يلوذون بالهروب والانسحاب باستخدام المسكرات والمخدرات.
وتكمن المأساة الحقيقية في أن الدول الإسلامية في مسيس الحاجة إلى طاقات أبنائها، وعقول شبابها، وسواعد رجالها من أجل البناء والتعمير والتشييد على نحو ما أمرهم الله تعالى به، بيد أن المخدرات تبدد الطاقات، وتعطل النشاط، وتعوق التنمية، وتصرف الناس عن الواقع، وتنأى بهم إلى عالم الأوهام والأحلام المريضة.
ولعل أخطر ما ألم بالشباب من مصائب تقليدهم لفئات تسمى (الهيبيز) في أوروبا وأمريكا، وفئات الاشتراكية الجديدة - وهؤلاء وأولئك يتخذون من تعاطي المخدرات تعبيراً عن التمرد، وأسلوباً للرفض والاحتجاج. فكأن تعاطي المخدرات أصبح مذهباً فكرياً يعتنقه الشباب الساخط في العالم الغربي والعالم الشيوعي، ثم يأتي شبابنا فيقع فريسة التقليد الأعمى ويسير على نهج هؤلاء الأشقياء.