١١ _ عدم الشعور بالواجب عند أكثر حكومات الدول الإسلامية في هذا الصدد إلا ما شاء الله.
١٢ _ وقد رأيت بعض المدمنين يدّعون الإيمان بالله والآخرة بيد أنهم مصابون بسوء الفهم بالنسبة لبعض صفات الله فسمعت أكثرهم يقولون إن الله غفور رحيم فإنه سيغفر لهم كل ذنوبهم.
ولا شك أن هذه أغلوطة كبيرة فهي تجعل الإنسان يتجاسر على اقتراف الرذائل دون وجل أو خوف من الله تعالى وبلا أدنى شعور بالمسئولية.
إزالة هذه المغالطة:
يجترئ بعض الناس على المعاصي قائلين:"إن الله غفور رحيم ". هذا سوء فهم في شأن صفات الله سبحانه. فهم يطبقون صفات الله دون وعي أو فهم ويحلونها محلا غير لائق بها.
إن الله خلق القوانين الطبيعية والقوانين الخلقية وأودع في هذه القوانين تأثيرات قوية والذي يلتزم بهذه القوانين ينال الجزاء الأوفى والذي يخالف هذه القوانين ينزل به العذاب الشديد إن عاجلاً أو آجلاً.
على سبيل المثال هناك قانون الجاذبية الأرضية، فعلينا أن نحترم هذا القانون، الذي يقتضي ويتطلب منا أن لا نسقط أنفسنا من مكان مرتفع وإلا كانت النتيجة الحتمية الموت والهلاك لأن في هذا مخالفة لقانون الجاذبية الذي هو من الله عز وجل.
كذلك فهناك قانون طبيعي آخر وهو أن السم يقتل _ لذا فعلينا أن نحترم هذا القانون ولا نشرب السم، وفي حالة مخالفة هذا القانون فلا بد أن تكون النتيجة الطبيعية الفناء.
هذا فيما يختص بالقوانين الطبيعية وكذلك الحال بالنسبة للقوانين الأخلاقية. فمثلا من هذه القوانين أن لا نشرك بالله:{وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ} هذا في الواقع أشد وأبشع من أن يسقط من فوق السقف.