ومن المواقع البحرية الخالدة في التاريخ الإسلامي الحديث معركة برَوَزَة البحرية، وقد حدثت عام ١٥٣٨ م، وقصتها أيضا مرتبطة بالصراع الإسلامي المسيحي في القرن السادس عشر الميلادي، فقد دعا البابا بول الثالث، الجيوش الأوربية للإتحاد ضد العثمانيين، وتكون تحالفا صليبيا بحريا ضم ثلاثمائة قطعة بحرية مسيحية، كان يقودها أشهر قائد بحري عالمي في هذا القرن وهو أندريا دوريا، أما أسطول العثمانيين فقد كان يتكون من ١٢٠ قطعة بحرية يقودها خير الدين برباروس. والتقى الأسطولان في يوم ٢٨ سبتمبر عام ١٥٣٨ م أمام بروزه.
وضع خير الدين برباروس أسطوله على شكل هلال عين على رأس جناحه الأيمن صالح رئيس، وعلى رأس جناحه الأيسر سيدي علي رئيس، وقاد خير الدين بنفسه الجناح الأوسط وأمر طورغود رئيس بأن يقود احتياطي الأسطول ويبقى في الخلف.
بدأ برباروس بإطلاق نيران مدفعيته على سفن العدو، وعلى حين غرة وعندما لم يكن أسطول الصليبيين يتوقع الهجوم إذا بخير الدين برباروس ينطلق إلى مقدمة الأسطول المسيحي الذي أختل نظامه بفعل المباغته وما لبث أن تفرق وإذا بالقائد أندريا دوريا يهرب نجاة بحياته، ولقد كان انتصار العثمانيين في هذه المعركة انتصارا يدين للمباغته والهجوم الغير متوقع من خير الدين برباروس، وجعل هذا النصر، العزة في البحر المتوسط للعثمانيين.
ولم يستطع شرلكان تحمل أنباء هذه الهزيمة الأوربية، فقاد بنفسه أسطولا أوربيا قويا وهجم به على الجزائر العثمانية عام ١٥٤١ م، ولكن حسن أغا المسؤول عن أمن الجزائر والذي كان خير الدين باشا يتبناه، دافع بشجاعة عن الجزائر أجبر بها شرلكان على الإنسحاب خاسرا.