محمد حرب، المعمار سنان، أعظم البنائين في الإسلام، مجلة العربي مجلد ١٩٨٠.
تربية الأبناء
جاء رجل إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه يشكو إليه عقوق ابنه فأتى عمر بالولد وأنّبه على عقه أبيه.
فقال الولد: يا أمير المؤمنين أليس للولد حقوقاً على أبيه؟ قال: بلى. قال: فما هي يا أمير المؤمنين! قال عمر: أن ينتقي أمّه، ويحسن اسمه، ويعلمه الكتاب (أي القرآن) .
قال الولد: يا أَمير المؤمنين، إن أبي لم يفعل شيئاً من ذلك، أما أمي فإنها زنجية كانت لمجوسي. وقد سماني جُعْلاً (أي خنفساء) ولم يعلمني من الكتاب حرفاً واحداً.
فألتفت عمر إلى الرجل وقال له: جئت إلي تشكو عقوق ابنك وقد عققته قبل أن يعقك وأسأت إليه قبل أن يسيء إليك..!
فتربية الأبناء.. تبدأ باختيار الأم الصالحة والاسم الحسن ثم المداراة والتوجيه برفق، والموعظة الحسنة المستقاة من كتاب الله وسنه رسوله.. تلك هي منطلقات الحياة الفاضلة والخلق النبيل لرجال الغد، وبناة المستقبل ورحم الله ولداً أعان ولده على برّه.