أَجمع المسلمون على فضل هذه الليلة وفضل قيامها، وأن من ظفر بها فقد ظفر بخير عظيم، وقد تطلع إليها أصحاب رسول الله ولازموا المسجد من أجلها، فقال لهم صلى الله عليه وسلم:"تَحَرَّوْا ليلةَ القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان". فتحدد بذلك زمانها وهو شهر رمضان فلا تكون في غيره، وتعين موطن احتمال وجودها وهو الوتر من العشر الأواخر كالواحد والعشرين والثالث والعشرين والخامس والعشرين والسابع والعشرين والتاسع والعشرين من آخر رمضان.
وخير طريق للفوز بها هو الاعتكاف في العشر الأواخر، ومن جدَّ وجد، ومن طلب النفيس هان عليه ما يَبذلُ من الرخيص، وما أرخَصَ من شهوات النوم والجماع، وكثرة الأحاديث مع الأهل والإخوان!!
وأخيراً أرجو أَن أكون قد وفيت بما وعدت من الحديث على الشهور الثلاثة والليالي الثلاث. والله أسأل أن ينفع القارئ بما قرأ، والسامع بما يسمع من الخير والهدى، وأَن لا يحرمني أجر ما كتبت وما قلت إنه قدير وبالإجابة جدير. وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.