ويحدثنا التاريخ أن المسجد الأقصى سبق وأن استولى عليه الصليبيون وذلك في عام ٤٩٢ هـ وقتلوا فيه ما يقرب من سبعين ألف نسمة وظل في أيديهم مدة ٩٢ سنة يعملون فيه المنكرات حتى أتاح الله تبارك وتعالى بفضله السلطان صلاح الدين ففتحه وطهره من الإفرنج ونظف الصخرة والمعبد وصلوا فيه الجمعة ٤ شعبان في السنة المذكورة وتولاه المسلمون ولله الحمد.
وقد كان جلالة الملك الشهيد/ فيصل أسكنه الله الجنة ينوي أن يصلي فيه وقد أدركته منيته وإن شاء الله له قدر على أجر نيته وقد قطع الملك نور الدين زنكي على نفسه عهداً لا يظله سقف حتى يثأر من الإفرنج الذين في بيت المقدس وظل ملتزماً بعهده حتى وافته المنية وحكومتنا الرشيدة وعلى رأسها جلالة الملك وولي عهده ورجاله المخلصون ينوون أن يخلصوه من أيدي الشرذمة اليهودية لأنه قبلتهم الأولى. ولكل ما ذكر فإننا نهيب بجميع المسلمين من ملوك وأمراء ورؤساء وأثرياء أن يستعينوا بالله وأن يصمموا على جهاد أعداء الله لتكون كلمة الله هي العليا ويبشروا بالنصر كما وعدهم الله في كتابه وقال:{وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ} لأن الجهاد في سبيل الله ذروة سنام الإسلام. وأرجو الله أن يهيئ ويوفق ولاة المسلمين وحكامهم لما فيه الخير والسعادة واستعادة مقدسات الإسلام. وقد حررت هذه العجالة للتذكر وأرجو الله أن تكون خالصة لوجهه وأن تلقى أذناً واعية وأنا الفقير إلى الله إبراهيم الراشد الحديثي أرجو أن تحوز القبول والرضاء. وصلى الله على عبده ورسوله محمد إلى يوم الدين.