ومن أخطر ما يكون الذي حذر الله منه المسلمين الاختلاط بين الجنسين الذكر والأنثى ومن أكبر الأسباب الميسرة لفعل الفاحشة، ولهذا حذرت منه الشريعة السمحاء لقوله صلى الله عليه وسلم "لا يخلو رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما" وكذلك اتخاذ الخدم الرجال والسائقين الأجانب الذين يحملون معهم نساء في سيارات وينفردون بهم دون محارم فهذا يذهب بها إلى المدرسة ويأتي بها بدون محرم وإن المسلم لا يرضى أن يخلو أجنبي بمحارمه. ويوجد من يحضر امرأة مربية لأبنائه وهي غير مسلمة وتربي الأبناء على غير الطريقة المستقيمة ويخلو بها وهي أجنبية وهذا لا يجوز لأن الله أمر بغض البصر سواء في ذلك الرجال والنساء، ولا يجوز للمرأة أن تكشف وجهها أو شيئاً من بدنها أمام رجل أجنبي.
فيجب على المسلم صيانة محارمه وامتثال أوامر الله بقوله تبارك وتعالى {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ} . هذا ما أردت جمعه لإخواني المسلمين في هذه العجالة ولو أخذنا تعدد مساوئ التبرج وما ينشأ من دخول غير المسلمات إلى بيوت المسلمين من الضرر الذي لا يعلمه إلا الله. فعلى المسلم أن يجتنب كل ما يضره في دينه ويذكر وقوفه بين يدي الله يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم: وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إن من الواجب أن تصان المرأة وكرامتها أن المرأة الشريفة العفيفة المؤمنة يأمرها الباري تبارك وتعالى في الآية الكريمة في إطار من الصون والكرامة وإن التبرج وبروز المرأة للمجتمعات من دواعي الفساد وما نهى الله ورسوله عنه. فعلى المسلم الغيور على دينه أن ينهى عنه وأن يراقب الله لأنه مسئول عنه لقوله صلى الله عليه وسلم "كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته".