صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة ما يدل على أنه لا يعلم الغيب منها ما ثبت في جوابه لجبريل لما سأله عن الساعة قال:"ما المسئول عنها بأعلم من السائل". ثم قال:"في خمس لا يعلمهن إلا الله"وتلا قوله سبحانه: {إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث} الآية من سورة لقمان، ومنها أنه عليه الصلاة والسلام لما رمى أهل الإفك عائشة رضي الله عنها بالفاحشة لم يعلم براءتها إلا بنزول الوحي كما في سورة النور، ومنها أنه لما ضاع عقد عائشة في بعض الغزوات لم يعلم صلى الله عليه وسلم مكانه وبعث جماعة في طلبه فلم يجدوه فلما قام بعيرها وجدوه تحته، وهذا قليل من كثير من الأحاديث الواردة في هذا المعنى.
أما ما يظنه بعض الصوفية من علمه بالغيب وحضوره صلى الله عليه وسلم لديهم في أوقات احتفالهم بالمولد وغيره فهو شيء باطل لا أساس له وإنما قادهم إليه جهلهم بالقرآن والسنة وما كان عليه السلف الصالح فنسأل الله لنا ولجميع المسلمين العافية مما ابتلاهم به، كما نسأله سبحانه أن يهدينا وإياهم جميعاً صراطه المستقيم إنه سميع مجيب.
ما حكم ما يتعاطاه بعض الناس من الاجتماع على آلات الملاهي كالعود والكمان والطبل وأشباه ذلك وما يضاف إلى ذلك من الأغاني ويزعم أن ذلك مباح؟
قد دلت الآيات القرآنية والأحاديث النبوية على ذم الأغاني وآلات الملاهي والتحذير منها وأرشد القرآن الكريم إن استعمالها من أسباب الضلال واتخاذ آيات الله هزوا كما قال تعالى:{ومن الناس من يشترى لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا أولئك لهم عذاب مهين} .