وأما أحزنه الله فهو محزون فقد حمل على هذا غير أنه قال أبو زيد يقولون إلا يحزنني (بفتح الياء) ولا يقولون حزنني إلا أن مجىء المضارع يشهد للماضي فهذا أمثل ما مضى- وقد قالوا فيه أيضا محزن على القياس ومثله قولهم: محب منه بيت عنترة:
مني بمنزلة المحب المكرم
ولقد نزلت فلا تظني غيره
ومثله قول الأخرى هند بنت أبي سفيان أخت معاوية رضي الله عنهما وهي ترقص ابنها عبد الله:
مكرمة محبَّةْ تحب أهل الكعبةْ
لأنكحنّ ببة: جارية خِدبةْ
وقال الآخر:
يأتيك منهم خير فتيان العرب
ومن يناد آل يربوع يجب
المُنكْبُ الأيمن والرَّدف المحب
والملحوظ أن أحزنه جاء الثلاثي منه وإن قرن بالمزيد استغناء به عن وصفه، وما قبله ليس في هذا المعنى.
وهذه مجموعة من الأفعال تكلم فيها بأفعلت أو اختير فيها أفعلت على فعلت كما وردت في كتاب فعلت وأفعلت للزجاج: أبنّ بالمكان أقام. وأبرَّ على القوم غلبهم. وأبدع في الأمر إبداعا أتى فيه ببدعة، وأبطا القوم صارت إبلهم بطاء وأبلد القوم صارت إبلهم بليدة، وأبلق الفحل إذا ولد له ولد أبلق.
أتلد الرجل إذا كان له مال تليد أي قديم: وأتأرت الرجل بصري إذا أتبعته بصرك..
وأتأمت المرأة وهي متئم إذا ولدت ولدين في بطن... وارتفتْ فلانا من الترفة وأتمر القوم إذا كثر تمرهم، وأتعب القوم أي تعبت ماشيتهم، وأترعت الإناء ملأتة فهو مترع.
أثغم الوادي صار فيه الثغام وهو شجر أبيض النَّوْر ويشبه به الشيب، ويقولون أثغم رأس الرجل صار كالثغامة وأثغر الشراب صار فيه الثغر... وأثلج الرجل إذا حفر بئرا فبلغ الطين.