للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

د. أحمد بسام ساعي: أجدني مضطراً للتفريق بين الأدب الإسلامي العربي والأدب الإسلامي غير العربي - فكيف يمكن أن نوظف الأدب الإسلامي العربي لخدمة المسلمين من العرب؟ وكذلك العكس.

علينا- مبدئيا- أن نترجم أدب هؤلاء إلى لغة أولئك وبالعكس. ولكن نحن بهذا نقضي على ما يسمى أدباً. لأن الأدب ليس فكرا وحسب، إنما هو فكر وشكل أيضاً، ما العمل إذن؟؟ عندما نترجم شعر إقبال إلى العربية فهل نسمع شعر إقبال حقاً. يقول أحد النقاد: الشعر هو الجزء الذي نفقده عند الترجمة، وعندما يحصل العرب على شعر إقبال مترجماً يفقدونه قبل أن يصل إليهم.

إذن كيف نوظف الأدب مع المحافظة على وصفه بالأدب. هذه مشكلة لا حل لها إلا أن ندعو إلى لغة إسلامية موحدة وهي الطريق إلى أدب إسلامي موحد يوظف في خدمة الإسلام والمسلمين، وهذه اللغة الإسلامية هي لغة القرآن الكريم وأقترح على حوارنا المبارك أن يتخذ توصية بإطلاق اسم اللغة الإسلامية على اللغة العربية. وهي لغة الإسلام والمسلمين، وهذا يعطيها صفة أكثر اتساعاً وشمولا. لأن العروبة أضيق من الإسلام.

وعندما أنزل القرآن بالعربية كان الإسلام لا يزال عربياً. ولكن تحول الإسلام وشمل غير العرب وصار هؤلاء أكثر من العرب أنفسهم فجدير بالعربية أن تكون اللغة الإسلامية، ونحن بهذا نشعر إخواننا المسلمين من غير العرب بمسؤوليتهم تجاه هذه اللغة، والتي لن يستطيعوا أبدا أن يكونوا مسلمين حقاً من غير أن يتعلموها، فكيف إذا لم يفهم القرآن الكريم ولم يفهم ما يقوله في صلاته ولا ما يقوله في آذانه ودعائه وحجه.

المسلم التام هو الذي تعلم العربية. والعربية هنا جزء من الدين ولا يمكن أن ينفصل عنه.