يتجلى هذا الإيحاء والإلهام في أننا استطعنا أن نترك آثاراً في آداب الأقوام والبلاد التي فتحناها. وهناك من يقوله إننا سبقنا إلى فن القصة في الأندلس قبل ظهورها في أوربا- كما تركنا آثاراً هي شاهد على عالميتنا.
إن من خصائص الأدب الإسلامي الكبرى إنه أدب إنساني عالمي لأنه يخاطب البشرية من خلال الآثار الأدبية المنبثقة عن التصور الإسلامي.
والتصور الإسلامي يضع حقلا كبيراً جدا للإنسان. إذن الأدب الإسلامي يخاطب في الإنسان البشرية قاطبة.
بناء على هذا نقول: إن تيار التقليد الذي عرى أمتنا الإسلامية هو حاجز بيننا وبين العالمية. هذا التقليد هو الذي يقيد أصالتنا.
وهو الذي وزع شعرنا العربي إلى مدارس تقلد المدارس الغربية: الاتباعية والإبداعية والواقعية والرمزية.. الخ.
أما الأدب الإسلامي الذي نقدم به زاداً جديداً للعالم. ونقدم به تصوراتنا فهو الذي ينبغي أن نقدمه، لا أن نقدم للعالم الغربي رجع عطائه.
إن الزاد الجديد الأصيل يمكن أن يرغد العالم بنتاج رفيع يسيغه العالم بوصفه زادا أصيلا نابعا من أكبر تجمع بشري في العالم، ومن تطلعات الأمة المسلمة في كل مكان بينما التقليد هو الذي يقيد خطانا.. وأضرب مثالاً على الأصالة من أدبنا الإسلامي والعالمي هو الشاعر الإسلامي إقبال. إن إقبالاً بنهله من التصور الإسلامي وارتقاء أداته استطاع أن يقدم أدباً عالمياً وأخذ مكانه في صلب الأدب العالمي.
نحن أمام مسؤوليات كبرى في هذه الندوة وعلى مستوى العالم الإسلامي بأسره لأن الأدب الإسلامي لن يكون نتاجه حبيس ديار الإسلام أو البلاد العربية. ولكنه سيعرض تصوره وتجاربه على العالم كله بما فيه من تيارات كبرى في العالم وهذا ما يوقفنا أمام مسؤوليتنا على المستوى العالمي ويضخمها.