للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هذه قد تكون على هامش الفن ولكن الفن الحقيقي - الذي يؤثر عن غير الطريق المباشر- عن طريق عرض نفس بشرية تتفاعل فيها المعاني. هذا هو الفن وهذا هو الذي نريد أن نصل إليه.

ليس الفن الإسلامي مجموعة مواعظ وقد يتحدث الفن الإسلامي في قصة الاقتصاد، وقد يتحدث في الحرب، وقد يتحدث في المعصية التي تقع لبني آدم، وقد يتحدث في أي موضوع من الموضوعات، لكنه لا يعطينا صياغة ذهنية باردة مدورة. إنما يعطينا خلجات نفس حية تتفاعل فيها المشاعر فتأتينا من خلال التأثير غير المباشر، ما يريد الكاتب أن يمضمي إليه السامع أو القارئ.

حديث عن الحوار

أمين الحوار: د. عبد الباسط بدر

لماذا الحوار؟

ليس التساؤل عن الحوار مشكلة، أياً كان الذي يجابهك به وأياً كانت دوافعه، لأن العمل الذي لا يملك مسوغات مقنعة يسقط في أول الطريق.

وفي ظني أن الجواب عن هذا السؤال يبدأ بالحديث عن الكلية التي دعت إلى الحوار واحتضنته، وعن الدوافع التي جعلتها تتبنى الأدب الإسلامي وقضاياه وتقطع في سبيله دروباً بكراً وشائكة.

ولعل الذين يعرفون هذه الكلية يعلمون أنها جزء من المؤسسة الدعوية الكبيرة:

الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة. وأنها تحمل خصائصها الدعوية، وتحرص على أن يكون خريجها نموذجاً للداعية الواعي المثقف، والذي يجسد في ثقافته وعمله التلازم الأصيل بين العلوم العربية والعلوم الإسلامية، فالعربية وعاء الإسلام اللغوي، بها تنزل القرآن، وبها يقرأ ويصلى، وستبقى إلى ما شاء الله لصيقة به، تستمد ثباتها وقوتها من حفظ الله لكتابه ومن بقاء جذوة الإسلام متوهجة على الأرض. والإسلام هو الذي دفع أمتنا إلى إبداع ما أبدعوه في النحو والصرف والبلاغة والعلوم اللغوية كلها.