الأول: أن تكون نافية وتدخل حينئذ على الجملة الاسمية نحو قوله تعالى: {إن الكافرين إلا في غرور}(الملك: ٢٠) وقوله تعالى: {إن أمهاتهم إلا اللائى ولدنهم}(المجادلة: ٢} .
الثاني: أن تكون مخففة من الثقيلة فتدخل على الجملتين الاسمية والفعلية نحو قوله تعالى: {وإن كل ذلك لما متاع الحياة الدنيا} (الزخرف:٣٥) ، وقوله تعالى:{وإن كل لما جميع لدنيا محضرون}(يس: ٣٢) ، وقوله تعالى:{وإن كانت لكبيرة}(البقرة: ١٤٣) .
الثالث: أن تكون شرطية فتجزم فعلين: الأول يسمى فعل الشرط، والثاني جواب الشرط نحو قوله تعالى:{وإن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف}(الأنفال: ٣٩) وقوله تعالى: {وإن تعودوا نعد}(الأنفال: ١٩) .
ويعد هذا الوجه أشهر استعمالاتها غير أنها قد تأتي في الأسلوب مفيدة معنى الشرط وهي غير جازمة مقترضة هذا الحكم من (لو) التي تفيد معنى الشرط وهي غير جازمة، ومثال (إنْ) غير الجازمة ما روي في الحديث: "فإلا تراه فإنه يراك"(١) .
ب- أما (لو) فهي تأتي في الأسلوب حرف شرط في المستقبل إلا أنها لا تجزم، هذا هو المشهور في استعمالها نحو قوله تعالى:{وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم فليتقوا الله}(النساء: ٩) .
ونحو قول الشاعر:
خُلُق الكرام ولو تكون عديما
لا يلفك الراجيك إلا مظهراً
وقالوا في تعليل عدم جزمها للفعل الذي تدخل عليه:
إن ذلك بسبب غلبة دخولها على الفعل الماضي، ولو أريد بها معنى إن الشرطية، غير أن بعض العلماء ذكر أن (لو) قد تقترض من (إنْ) الشرطية حكم الجزم فتجزم الفعل المضارع، وقد أجاز ذلك جماعة في الشعر دون غيره منهم ابن الشجري نحو قول الشاعر:
لاحق الآطال نهد ذو خُصَل
لو يشأ طار به ذو ميعة
وقول الشاعر:
إحدى النساء بني ذهل بن شيبابا
تامت فؤادك لو يَحزُنْك ما صنعت
فيشأ في البيت الأول ويحزنك في البيت الثاني مجزومان بلو على سبيل اقتراض حكم الجزم من إن الشرطية لما بينهما من أوجه المشابهة.