والواقع أن المجتمع الشيوعي يتمثل فيه ما يتمثل في غيره من الطبقات فلا يزال في روسيا – مثلا – طبقة العمال والفلاحين، وطبقة القادة العسكريين، وطبقة رجال البوليس السري، والمخابرات، وطبقة العلماء والرجال الأكاديمين، وطبقة المهندسين، وطبقة الفنانين والرقاصين، وطبقة زعماء الحزب الشيوعي. وقد وجدت هذه الطبقات في المجتمع الشيوعي بحسب تفاوت الدخل الذي قدرته الحكومة لهؤلاء حسب ميزان الاحتياج الذي صنعوه. فقد جعل المعدل الوسط لحاجة العمال والفلاحين ما بين ٦٠٠ – ٧٠٠ روبل، كما جعل المعدل الوسط للفنانين والرقاصين يتراوح ما بين ١٤٠٠ إلى ٢٠٠٠ روبل. وجعل المعدل الوسط للقادة العسكريين والعلماء والمهندسين يتراوح بين٤٠٠٠ إلى ٧٠٠٠ روبل. وقد عمدت الحكومة بعد الحرب العالمية الثانية إلى بناء منازل لأعضاء الأكاديمية ومنحت كل واحد منهم سيارة وسائقا خاصا، وبهذا تكون الشيوعية الرسمية قد أو جدت نظاما طبقيا انحس مما عند غيرهم من نظام الطبقات، ولا شك أن محاربة أساس النظام الطبقي ما هو إلا الوقوف في وجه الطبيعة التي طبع الله الناس عليها، وحرب للفطرة التي فطر الله الناس عليها.
وقد سجلت حوادث التاريخ أن محارب الفطرة مدحور والمتصدي لقهر الطبيعة مقهور.
ولسنا بهذا نقرر ترفع وتعالي طبقة على طبقة، أو بغي فئة على فئة، فنحن لا نري فضل الرجل بماله، ولا نرى فضله بوظيفية، ولا نرى فضله بنسبه، وإنما الفضل عندنا بالأعمال الصالحة والأخلاق الفاضلة والمرء في الواقع بأصغريه قلبه ولسانه.
(٥ – القضاء على الحكومة)
الدعامة الخامسة من دعائم النظام الشيوعي هي القضاء على الحكومة والدولة. والشيوعيون يعتبرون أن القضاء على الحكومة هو النهاية الحتمية للنظام الشيوعي وفي ذلك يقول ماركس: