{أَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعاً}(أنْ) مخففة من الثقيلة، وهي مصدرية تفيد التوكيد، تنصب المبتدأ على أنه اسمها وترفع الخبر على أنه خبرها، وهي حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب، واسمها ضمير الشأن محذوف والتقدير أنه. و (لو) حرف يدل على انتفاء الجواب لانتفاء الشرط، والمعنى أنه تعالى لم يهد الناس جميعا لأنه لم يشأ ذلك، و (يشاء) فعل مضارع مرفوع ولفظ الجلالة (الله) فاعله، و (لهدى) اللام واقعة في جواب لو، و (هدى) فعل ماض مبني على فتح مقدر على الألف للتعذر لا محل له من الإعراب، وفاعله ضمير مستتر يعود على لفظ الجلالة (الله) ، و (الناس) مفعول به منصوب، و (جميعا) حال من الناس منصوب، وجملة {لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعاً} جواب لولا محل لها من الإعراب، والجملة المؤلفة من لو وشرطها وجوابها في محل رفع خبر أنْ المخففة من الثقيلة، والمصدر المؤول من أن المخففة وجواب لو في محل جر بالباء المقدرة، والجار والمجرور يتعلقان بالفعل (آمنوا) ، والتقدير: أفلم ييأس الذين آمنوا بهداية الله للناس جميعا لو يشاء، ويجوز أن يكون هذا المصدر المؤول في محل نصب على نزع الخافض، ومتعلق ييأس الذي هو مفعول به في المعنى محذوف لدلالة السياق عليه، والتقدير: أفلم ييأس الذين آمنوا بهداية الله للناس جميعا لو يشاء أفلم ييأسوا من إيمان هؤلاء الكافرين.
الاستفهام السادس:(أو لم ننهك عن العالمين) في قوله تعالى: {وَجَاءَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَسْتَبْشِرُونَ قَالَ إِنَّ هَؤُلاءِ ضَيفِي فَلا تَفْضَحُونِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَلا تُخْزُونِ قَالُوا أَوَلَمْ نَنْهَكَ عَنِ الْعَالَمِينَ} الآيات (٦٧-٧٠) من سورة الحجر.
هذا الاستفهام:{أَوَلَمْ نَنْهَكَ عَنِ الْعَالَمِينَ} يفيد التقرير والإنكار.