للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هذا الاستفهام: {أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ} معناه التقرير والتوبيخ:

التقرير على معنى الإخبار أي قد عمرناكم أيها الكافرون أعمارا تتمكنون فيها من التدبر واتابع الحق فالعمل الصالح لو أردتم ذلك ومنتم ممن تنفعه الذكرى، وما تركناكم لأنفسكم، بل جاء الأنبياء ينذرونكم لقاء يومكم هذا.

والتوبيخ لهم على أن لم ينتفعوا في حياتهم الدنيا بما ينجيهم من هذه النار التي يصطرخون فيها من هول العذاب، وعلى أن ضيعوا هذه الفرصة المواتية للإيمان بالرسل وللعمل الصالح، وجاءوا الآن بعد أن ذاقوا العذاب في الآخرة يطلبون الرجعى إلى دار الدنيا كي يؤمنوا بالله وحده لا شريك له، ويعملوا ما أمرهم به الأنبياء، ذلك رجع بعيد.

أما إعراب هذه الصيغة: {وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ} فيكفيك منه ما يلي:

(ما يتذكر فيه من تذكر) : (ما) نكرة موصوفة مبنية على السكون في محل نصب ظرف زمان متعلق بالفعل المضارع قبله وهو (نعمر) ، والتقدير: أو لم نعمركم وقتا يتذكر فيه من تذكر، (مَنْ) اسم موصول مبني على السكون في محل رفع فاعل للفعل المضارع الذي قبله وهو يتذكر، و (تذكر) فعل ماضي وفاعله ضمير مستتر يعود على مَنْ، وهذا الضمير هو الرابط الذي يربط جملة الصلة بالموصول، وجملة {يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ} في محل نصب نعت لـ (ما) ، وجملة {أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ} جملة استئنافية لا محل لها من الإعراب.