ويفيد هذا الاستفهام التوبيخ والتقريع أيضا: توبيخ هؤلاء الكافرين وتقريعهم على مخالفتهم لما عهده الله جل وعلا إليهم، فقد أطاعوا الشيطان فأضلهم، وأشركوا به سبحانه وتعالى وعصوه فكانوا مجرمين.
ولن أطيل عليكم في إعراب هذه الصيغة {أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ} ، سوف أكتفي بإعراب ما يلي:
{أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ}(أن) حرف مصدري ناصب للفعل المضارع الذي بعده (لا) حرف نفي، (تعبدوا) فعل مضارع منصوب بأن المصدرية وعلامة نصبه حذف النون، وواو الجماعة فاعل ضمير مبني على السكون في محل رفع، (الشيطان) مفعول به منصوب.
{وَأَنِ اعْبُدُونِي} الواو حرف عطف (أن) حرف مصدري، (اعبدوني) مؤلفة من فعل أمر مبني على حذف النون لا محل له من الإعراب، وواو الجماعة ضمير مبني على السكون في محل رفع فاعل، والنون نون الوقاية حرف مبني على الكسر لا محل له من الإعراب، والياء ياء المتكلم ضمير مبني على السكون في محل نصب مفعول به.
و (أن) المصدرية وما دخلت عليه في كل من الموضعين المتقدمين في تأويل مصدر، وهذا المصدر في محل نصب على نزع الخافض، وتقدير هذين المصدرين: عدم عبادتكم للشيطان (بنصب عدم) وعبادتكم إياي (بنصب عبادتكم) .
وجملة {أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ} جملة استئنافية لا محل لها من الإعراب.