"ولما ولى والدي رحمه الله إمامة المسجد النبوي أحيا سنتهم القديمة في ذلك مع مراعاة ما عليه الأكثر فكان يصلي التراويح أول الليل بعشرين ركعة على المعتاد. ثم يقوم آخر الليل في المسجد بست عشرة ركعة فيختم في الجماعة في شهر رمضان ختمتين واستمر على ذلك عمل أهل المدينة بعده فهم عليه إلى الآن". اهـ. راجع طرح التثريب ج١ص٩٨.
فقوله رحمه الله:"ولما ولي والدي إمامة مسجد المدينة أحيا سنتهم القديمة"يدل على أنه طرأ على التراويح تغيير في الفترة التي قبل والده.
وقوله:"فكان يصلي التراويح أول الليل بعشرين ركعة على المعتاد"يدل أيضاً على أنها كانت قبله عشرين ركعة وهو العدد المعتاد عندهم من قبله.
وقوله:"واستمر على ذلك عمل أهل المدينة"أي على عشرين ركعة أول الليل وستة عشر بعد منتصف الليل تتمة الستة والثلاثين ركعة السابقة.
وقوله:"فهم عليه إلى الآن"نص على وجود ذلك العمل إلى حياة المؤلف في أوائل المائة التاسعة في سنة ٨١٨ ثمانية عشر وثمانمائة.
المائة التاسعة
وبناء على ما تقدم من كلام أبي زرعة تكون التراويح قد استمرت على ست وثلاثين ركعة مفصلة كالسابق عشرين في أول الليل وستة عشر في آخره. وقد استمر هذا العمل إلى نهاية المائة التاسعة وأوائل المائة العاشرة كما ينص عليه السمهودي في الآتي:
المائة العاشرة وهي تمام الألف سنة
دخلت المائة العاشرة والتراويح في المسجد النبوي ست وثلاثون ركعة كما جاء عند السيد السمهودي في كتابه (وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى) ج١ ص٨٤ في المسألة (الثمانون) فيما اختصت به المدينة عن غيرها من البلدان ما نصه: