وهذا يدل على نفوس كبيرة وهمم عالية، وعلى تضحية وإخلاص - إن شاء الله - في هؤلاء الأساتذة جزاهم الله خيرا.
ومن الأعضاء البارزين ذوي الحماس الدافق والفكر الجيد الأستاذ محمد حبيب أحد مدرسي المعهد.
وفي هذا اليوم أخبرنا أن المؤتمر المسيحي البروتستانتي الدولي بدأ في بلدة منادو بجزيرة سولاويس في الشمال الشرقي، وأن رئيس الجمهورية وزوجته افتتحا هذا المؤتمر رسميا، وأن الرئيس قال في كلمته:
إن مسابقة القرآن الكريم انعقدت هنا، وهذا المؤتمر ينعقد هنا، وهذا دليل على التسامح الديني بين المسلمين وبين المسيحيين في إندونيسيا، وأن أهل الأديان أحرار في الدعوة إلى أديانهم، كل صاحب دين له الحق في الدعوة إلى دينه.
وعلق بعض الغيورين على هذا الكلام فقال: لقد أعطى المسيحيون بهذا التصريح قانونا صادرا من أعلى مستوى في الدولة بأن يدعو المسلمين إلى الدين المسيحي، وهذا يخالف ما أصدره وزير الشؤون الدينية سابقا من أنه لا تسمح لأي صاحب دين أن يدعو الآخرين للدخول في دينه، وإن كان فيه إجحاف بالإسلام الذي لا دين سواه؛ فإلى الله المشتكى وهو حسبنا ونعم الوكيل.
ودعنا الإخوة مدير المعهد والمدرسين، ورجعنا إلى يوك جاكرتا.
في مسجد العمود الواحد:
وفي الساعة السابعة مساء زرنا مسجدا تابعا للجمعية المحمدية، وهو مركز لمؤسسة تربية الأطفال في هذه المدينة، ويعنى بتربية الأطفال.
ولهذه المؤسسة ثلاثمائة وخمسون فرعا في نواحي يوك جاكرتا، ويشرف على هذه المؤسسة الدكتور محمد ناصر، ويسمى المسجد مسجد العمود الواحد؛ لأنه لا يوجد به إلا عمود واحد في وسطه، والمسجد ليس كبيرا.
وصلنا إلى المسجد وقد صلى الناس العشاء، فصلينا العشاء، ثم صلى بنا الشيخ عبد القوي التراويح بعد أن ألقيت كلمة في تربية الأطفال، ثم اجتمعنا بأعضاء هذا المركز وتذاكرنا بعض شؤون الدعوة الإسلامية، ورجعنا إلى الفندق.