كان المقرر لنا في هذا اليوم مغادرة يوك جاكرتا دون زيارة لأي مؤسسة أخرى، ولكن بعض طلبة الجامعة الإسلامية ألحوا علينا طالبين زيارة معهدهم الذي تخرجوا فيه، والتحقوا بعد تخرجهم بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، فلم نجد وقتا نحقق فيه رغبتهم إلا بعد صلاة الفجر من هذا اليوم، واتفقنا على أن نضع أثاثنا في صندوق السيارة التي استأجرناها من نفس الفندق الذي كنا نازلين فيه، ونحاسب مدير الفندق ونزور هذا المعهد، ثم ننطلق منه إلى معهد كنتور في طريقنا إلى سور بايا، وكان ذلك.
وعندما وصلنا إلى مقر المعهد وجدنا حشدا كبيرا من الطلبة والأساتذة في استقبالنا يتقدمهم فضيلة مدير المعهد، وكان ذلك في الساعة السادسة والنصف صباحا.
ومدير المعهد حاليا هو الحاج علي معصوم، ومؤسسه الأول هو الحاج منور في سنة ١٩١١م، وهو يشتمل على المتوسطة والعالية، وعدد طلابه ألف تقريبا، وفيه قسم لتحفيظ القرآن الكريم، وتدرس فيه مع العلوم الشرعية العلوم الكونية.
تقدم مدير المعهد بكلمة الترحيب وبين أسباب إنشاء هذا المعهد التي منها كثرة أبناء المسلمين الذين يلتحقون بالمدارس الكاثوليكية والأحمدية (القاديانية) وغيرها من مدارس أعداء الإسلام، ثم شيوع المذاهب الباطنية والخرافات، ثم مناهج التربية والتعليم الحكومية البعيدة عن الصبغة الإسلامية، طلب مني فضيلته إلقاء كلمة، قبلت الطلب، وكانت تتضمن بيان أهداف التربية والتعليم.