ثم أخذوا يجمعون له التبرعات ويتوسعون في البناء: بناء الفصول الدراسية والمباني السكنية والموافق العامة الأخرى، حتى أصبح الآن شبه مدينة جامعية، فأصبحت أرضه الموقوفة عليه والتي يستعان بريعها على تسييره مائتين وخمسين هكتارا، ومساحة حرمه ستة هكتارات.
والأمر الغريب فيه - وما كان ينبغي أن يكون غريبا عند المسلمين - هو أن موظفيه وأساتذته وطلابه يقومون ببناء ما يحتاجون من الفصول والمساكن بأيديهم، ويدير موظفوه إدارته، ويدرس الأساتذة مواد، ويشارك الطلاب في نشاطاته المادية التي تعود إليه بالفائدة دون مقابل، فهو من هذه الناحية شبيه بمسجد الرسول صلى الله عليه وسلم الذي بناه الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة بأنفسهم، وكان الصحابة يقولون وهم يرونه يتقدمهم في البناء وحمل الأخشاب والحجارة والطين:
لئن قعدنا والنبي يعمل
لذاك منا العمل المضلل
ولا يتفقون مع المقاولين في البناء إلا فيما يحتاج إلى آلات أو تأسيس لا يتدربون عليه، مثل المسجد المكون من طوابق ومئذنته الكبيرة، والذي أسهم في بنائه جلالة الملك فيصل - رحمه الله - بمائة ألف ريال سعودي.
وقد سألت بعض أساتذة المعهد إذا كنتم لا تأخذون أجرا مقابل تفرغكم للتدريس في المعهد والقيام بنشاطات متعددة، فمن أين يأتيكم المال الذي تنفقون منه على أنفسكم وأسركم؟ فأجابوا بأنهم اشتروا لهم بعض المزارع القريبة وأن خيراتها تكفيهم لسد حاجاتهم.
وعدد طلبة المعهد حاليا (١٦٠٠ طالب) وكلهم ذكور، وهم ينتمون إلى جميع مقاطعات الجزر الإندونيسية وبعض الدول المجاورة كاستراليا وماليزيا وتايلاند وصباح واليابان.. وبلغ عدد المدرسين به مائة وخمسة وعشرين مدرسا يحملون مؤهلات من بعض جامعات إندونيسيا ومن بعض الجامعات العربية والبريطانية، وبعضهم من الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة منهم ابن المؤسس الشيخ حسن سهل.