للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فهذا الشيخ عبد الحي اللكنوي المحقق الحنفي يقول: " حمل أصحابنا يعني الحنيفية الأحاديث الواردة في الجمع على الجمع الصوري. وقد بسط الطحاوي الكلام فيه في شرح معاني الآثار ولكن لا أدري ماذا يفعل بالرويات التي وردت صريحاً بأن الجمع كان بعد ذهاب الوقت. وهي مروية في صحيح البخاري وسنن أبي داود. وصحيح مسلم وغيرها من الكتب المعتمدة على ما لا يخفى على من نظر فيها، فإن حمل على أن الرواة لم يحصل التمييز لهم فظنوا قرب خروج الوقت فهذا بعيد عن الصحابة الناصين على ذلك. وأن اختير ترك الروايات بإبداء الخلل في الإسناد فهو أبعد مع إخراج الأئمة لها، وشهادتهم بتصحيحها، وإن عورض بلأحاديث التي صرحت بأن الجمع كان بالتأخير إلى آخر الوقت، والتقديم في أول الوقت فهو أعجب، فإن الجمع بينهما بحملها على اختلاف الأحوال ممكن بل هو الظاهر " انتهى [٨٥] .

وهذا هو الحق في هذا الموضوع والله تعالى أعلم.


[١] البدائع والصنائع: ١/٢٨٣
[٢] رواه البخاري (٢ / ٥٦٩ مع الفتح) ومسلم (٢/٤٧٨) وأبو داود (٢/٥) .
[٣] انظر شرح مسلم للنووي (٥/١٩٥) .
٢/٤٣٠.
[٤]
٣/١٤٣.
[٥]
[٦] الفتح (٢/٥٧١) .
[٧] رواه مسلم (١/٤٧٩) وأبو داود (٢/٤٠) والنسائي (٣/١٦٩) وابن ماجه (١/٣٣٩) وأبو عوانه (٢/٥٣٣) كل بطريق أبي عوانة عن بكير بن اخنس عن مجاهد, عن ابن عباس. إلا أن ابن ماجه لم يذكر قوله ((وفي الخوف ركعة)) .
[٨] هامش سنن أبي داود (٢/٣٩) .