فقال المدرس للطلبة وهم في المستوى الجامعي هل تعرفون متى وجد الأئمة الأربعة وهم يعرفون ذلك، ثم بين لهم أنهم وجدوا في القرن الثاني والثالث، وابن تيمية وجد في القرن السابع فكيف حكموا بكفره قبل أن يولد، وبذلك أصبح الطلبة يخاصمون الطالب ويسكتونه إذا سأل، كما حدثت له مناقشة مع الشيخ صالح السحيمي في شرح البيت:
يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به.. الخ.
وفي هذه الدورة كان للأساتذة دور مع أتباع الخميني، ذلك أن الشعب النيجيري شعب مسلم يحب الإِسلام، ولكن الذي ينقص الشباب هناك هو العلم بحقيقة الإِسلام، وما تنطوي عليه دعوات الفرق المنتسبة للإِسلام.
فحين سمعوا ما يسمى بالثورة الإسلامية، وقد كثف أصحاب هذه الدعوة دعايتهم في نيجيريا بإرسال الوفود والنشرات باللغة الإنجليزية والعربية انخدع هؤلاء الشباب بهذه الدعوة.
وقد اشترك بعض هؤلاء الطلاب الذين تركوا مدارسهم في الدورة في العام الماضي وجرت معهم مناقشات طويلة. وفي آخر شهر رمضان تركوا الدراسة واعتكفوا في المسجد فقلنا لهم إِن الاعتكافَ سنة وطلبَ العلم فريضة فلم يقبلوا.
فطلبنا من الشيخ محمد زربان وهو الرجل المعروف بأسلوبه في الدعوة أن يذهب ليلقي دروساً في المسجد، وكان هدفنا هو ملاحقة هؤلاء الشباب المغرر بهم عسى الله أن يهديهم، وقد استمر معهم يناقشهم ويجيب على شبههم ويوجههم ولكنه في آخر الأمر قال: إنني أصب في قربة مخروقة أملأها في الليل فتصبح فارغة.
وذلك أنه بعد مناقشتهم وإقناعهم في المساء مثلا يصبحون يعيدون المسألة بعينها.