للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد ورد نص صريح في القرآن الكريم {زَوَّجْنَاكَهَا} وهم يحتم عليه صلى الله عليه وسلم أن يتزوج من مطلقة متبناه زيد والحكمة من وراء ذلك هو القضاء على هذه البدعة، بدعة التبني وكان لابد للنبي صلى الله عليه وسلم أن يرسم المنهاج أمام المؤمنين، لأنه إن لم يفعل بنفسه فمن ذا الذي يستطيعه غيره؟ لاسيما أنه لن يجيء بعد الرسول الخاتم، نبي آخر.

كانت هذه هي الظروف والملابسات وراء هذا الزواج وحكمته التشريعية الكبرى.

أما ما يردده الأفاكون المغرضون فعلينا أن نقف عليه أيضاً قليلاً كي ندرك مدى افتراءهم وحقدهم على النبي صلى الله عليه وسلم.

إن أعداء الإِسلام قد استغلوا بعض الروايات المذكورة في بعض كتب التفسير وفى الحقيقة، ليس هناك أي سند لهذه الروايات من ناحية العقل والرواية وهى مستحيلة من ناحية العقل والدراية.

إنهم يزعمون أن النبي صلى الله عليه وسلم مر ببيت زيد ذات يوم وهو غائب، فرأى زينب فوقعت في قلبه فأحبها، فقال: " سبحان مقلب القلوب " سمعت زينب ذلك فأخبرت زوجها بما سمعت من الرسول صلى الله عليه وسلم فلما علم زيد أن زينب وقعت في نفس رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه يريد طلاقها فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم:"أمسك عليك زوجك " وفى قلبه غير ذلك، فطلقها زيد كي يتزوج بها الرسول صلى الله عليه وسلم.

وجدير بالذكر أن الذي يروج لهذا الافتراء لا يذكر عامداً متعمداً أمرين هامين في هذه القضية وهما:

١- أن زينب بنت جحش رضي الله عنها هي ابنة عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد ظلت تسكن مع الرسول صلى الله عليه وسلم منذ طفولتها حتى وقت زواجها بزيد ولم يكن هناك حينئذ حجاب.

٢- أن النبي صلى الله عليه وسلم زوجها بزيد على الرغم مما تتمتع به من حسب ونسب.